أعلنت مجموعة الإمارات اليوم عن مواصلتها تحقيق الأرباح للسنة الثانية والثلاثين على التوالي، في حين تراجعت العائدات متأثرةً بتقلص العمليات خلال إغلاق مدرج مطار دبي الدولي للصيانة في الربع الأول، بالإضافة إلى تقييد حركة الطيران والسفر بسبب جائحة “كوفيد-19” في الربع الرابع.
وأظهر تقرير السنة المالية 2019/ 2020، الذي أطلقته مجموعة الإمارات اليوم أن أرباحها عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار) 2020 بلغت 1.7 مليار درهم (456 مليون دولار أميركي)، بانخفاض نسبته 28% مقارنة بالسنة الماضية. وبلغت عائدات المجموعة 104.0 مليارات درهم (28.3 مليار دولار) بتراجع 5% عن نتائج العام الماضي، وبلغت الأرصدة النقدية 25.6 مليار درهم (7.0 مليارات دولار) بنمو 15% عن السنة الماضية، وذلك بفضل الأداء القوي حتى فبراير (شباط) 2020، وانخفاض أسعار النفط مقارنة بالسنة السابقة.
ونظراً للأوضاع الاقتصادية العالمية غير المسبوقة نتيجة استمرار جائحة “كوفيد-19” وللمحافظة على السيولة المالية للمجموعة، فقد رأت المجموعة عدم تقديم حصة من الأرباح للمالكين هذا العام، بعد أن قدمت في العام الماضي حصة من الأرباح عن السنة المالية 2018/ 2019 قدرها 500 مليون درهم (136 مليون دولار)، إلى مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “حققت طيران الإمارات ودناتا خلال الأشهر الـ11 الأولى من السنة المالية 1019/ 2020 أداءً قوياً، وكنا في سبيلنا إلى بلوغ أهدافنا المحددة، لكن الأمور بدأت في الانقلاب رأساً على عقب منذ منتصف فبراير/ شباط بفعل انتشار جائحة كوفيد-19 في مختلف مناطق العالم، ما تسبب في انخفاض هائل في الطلب على السفر جواً، حيث بدأت الدول تباعاً في إغلاق حدودها وفرض قيود مشددة على السفر”.
وأضاف قائلاً: “صناعتنا معرضة دائماً للتأثر بالعديد من العوامل الخارجية، حتى من دون وقوع جائحة. فقد أدى تعاظم قوة الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسة خلال السنة المالية 2019/ 2020 إلى تآكل أرباحنا بما يقدر بنحو مليار درهم. كما بقي الطلب على الشحن الجوي متراخياً معظم فترات السنة، في حين تصاعدت حدة المنافسة في أسواقنا الرئيسة”.
“وعلى الرغم من هذه التحديات مجتمعة، فقد تمكنت طيران الإمارات ودناتا من الاستمرار في تحقيق الربحية للسنة الثانية والثلاثين على التوالي، بفضل الطلب الجيد على منتجاتنا وخدماتنا، وخصوصاً في الربعين الثاني والثالث من السنة المالية، بالإضافة إلى انخفاض معدل أسعار الوقود على أساس سنوي”.
“تتعرض إمكانياتنا وقدرتنا على التكيف والمرونة لاختبار في كل عام. وفي الوقت الذي نتعامل فيه مع مختلف التحديات الطارئة ونعمل على الاستفادة من الفرص السانحة، فإن نسترشد في اتخاذ قراراتنا دائماً بأهدافنا على المدى الطويل، التي تتمثل في إنشاء وتطوير أعمال رابحة ومستدامة ومسؤولة في دبي”.
وخلال السنة المالية 2019/ 2020 استثمرت مجموعة الإمارات 11.7 مليار درهم (3.2 مليارات دولار) لشراء طائرات ومعدات جديدة، وتملّك شركات ومرافق وتقنيات حديثة وتمويل مبادرات العاملين، بتراجع عن استثمارات السنة الفائتة التي بلغت مستوى قياسياً قدره 14.6 مليار درهم (3.9 مليارات دولار). كما واصلت المجموعة أيضاً الاستثمار في خدمة المجتمعات والمبادرات البيئية، بالإضافة إلى برامج الحاضنات، التي ترعى المواهب والمبتكرات لدعم النمو المستقبلي للصناعة”.
وتقدمت طيران الإمارات خلال معرض دبي للطيران 2019، بطلبية قيمتها 16 مليار دولار أميركي (58.72 مليار درهم) لشراء 50 طائرة A350 XWB، وأخرى بقيمة 8.8 مليارات دولار أميركي (32.29 مليار درهم) لشراء 30 طائرة بوينج 787 دريملاينر. وسوف تساهم هذه الطائرات، التي من المنتظر البدء في تسلمها عام 2023، في تنويع أسطول طيران الإمارات وتوفير مرونة في تخصيص السعة الملائمة لمختلف الوجهات. كما ستساهم هذه الطائرات الحديثة في المحافظة على متوسط عمر الأسطول أدنى من المعدلات العالمية.
وتضمنت استثمارات دناتا الرئيسة خلال السنة المالية المنصرمة ما يلي: توسع كبير في أعمال التموين في أميركا الشمالية مع افتتاح عمليات جديدة في كل من فانكوفر وهيوستن وبوسطن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، وافتتاح منشأة تموين جديدة في مانشستر بالمملكة المتحدة. وأتمّت دناتا أيضاً شراء الحصة المتبقية من شركة “ألفا Alpha LSG” لتصبح بذلك المالك الوحيد لأكبر شركة تموين ومبيعات على الطائرة واللوجيستيات في المملكة المتحدة.
وبقي إجمالي أعداد العاملين في أكثر من 120 شركة تابعة لمجموعة الإمارات، ثابتاً عند 105730 شخصاً، ينتمون إلى أكثر من 160 جنسية.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: “واصلنا خلال السنة المالية 2019/ 2020 تركيزنا على ضبط التكاليف، مع الاستثمار في توسيع أعمالنا وتنمية عائداتنا في ذات الوقت. وقد أتاح لنا ترشيد أنشطة التوظيف واعتماد تقنيات وهيكلية عمل جديدة، تحسين الإنتاجية وضبط ارتفاع تكلفة العمالة. ومع اندلاع الجائحة، اتخذنا مختلف الإجراءات من أجل حماية موظفينا، وضمان صحة وسلامة مواطنينا وعملائنا. وقد أولينا ذلك جل اهتمامنا وأولوياتنا في الوقت الذي نستعد لاستئناف عملياتنا كالمعتاد في الأشهر المقبلة”.
واختتم الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم تصريحه بالقول: “لا شك في أن جائحة كوفيد-19 سيكون لها أثر بالغ على أدائنا خلال السنة المالية الجارية 2020/ 2021، نظراً لتعليق رحلات الركاب مؤقتاً منذ 25 مارس الماضي، وكذلك تأثر أعمال دناتا نتيجة لتوقف حركة الطيران والطلب على السفر عبر العالم. وبينما نخطط حالياً لاستئناف عملياتنا، فإننا نواصل اتخاذ إجراءات صارمة لضبط النفقات، وانتهاج خطوات ضرورية أخرى لحماية أعمالنا. نتوقع أن يمضي 18 شهراً على الأقل، وربما أكثر، قبل أن يعود الطلب على السفر إلى طبيعته. ونحن حالياً على تواصل دائم مع واضعي السياسات ومختلف الأطراف ذات الصلة التي تعمل على تحديد معايير تضمن صحة وسلامة المسافرين والمشغلين في عالم ما بعد الجائحة. وحتى ذلك الحين، فإن طيران الإمارات ودناتا تقفان على أهبة الاستعداد لاستئناف العمل وخدمة عملائنا فور أن تسمح الظروف بذلك”.
أداء طيران الإمارات
في نهاية السنة المالية 2019/ 2020، انخفضت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن بنسبة 8% لتصل إلى 58.6 مليار طن كيلومتري متاح ATKM، وذلك لتقييد السعة نتيجة إغلاق مدرج مطار دبي الدولي للصيانة، وتأثير “كوفيد-19” مع تعليق خدمات الركاب التزاماً بتوجيهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مارس (آذار) 2020.
وخلال السنة المالية 2019/ 2020، تسلمت طيران الإمارات 6 طائرات جديدة، جميعها من طراز A380. وخرج من الخدمة 6 طائرات منها 4 طائرات بوينج 777-300ER وآخر طائرة بوينج 777-300 وطائرة شحن من طراز بوينج 777، ما وصل بعدد الأسطول في نهاية مارس (آذار) 2020 إلى 270 طائرة. كما بلغ معدل عمر طائرات الأسطول 6.8 سنوات.
ويعزز ذلك استراتيجية طيران الإمارات الرامية إلى تشغيل أسطول فتي وحديث، ما يؤكد التزامها وعد علامتها التجارية بـ”تميّز دائم”، وينعكس بالفائدة على البيئة والعمليات والعملاء.
وأطلقت طيران الإمارات خلال السنة المالية خدمات ركاب إلى ثلاث وجهات جديدة هي: بورتو (البرتغال) ومكسيكو سيتي (المكسيك)، وخدمة بانكوك- بنوم بنه. كما عززت نمو شبكتها بتوقيع اتفاقية مشاركة في الرموز مع “سبايس جيت”، ما وفر لعملاء طيران الإمارات خيارات إضافية للسفر من مزيد من المدن الهندية.
ووسعت طيران الإمارات قدراتها على تحقيق مزيد من الربط والتواصل لعملائها عبر العالم من خلال اتفاقيات إنترلاين مع الناقلة الأوروبية “فيولينج Vueling”، ما أضاف رحلات ربط إلى أكثر من 100 وجهة في القارة عبر كل من برشلونة ومدريد وروما وميلانو. ومع الناقلة التركية بيغاسوس إيرلاينز لتوفر للعملاء إمكانية مواصلة سفرهم إلى وجهات مختارة ضمن شبكة خطوط بيغاسوس. وكذلك مع “إنترجيت إيرلاينز، ما يفتح خطوطاً جديدة أمام المسافرين بين المكسيك ومنطقة الخليج والشرق الأوسط وما بعدهما.
وأكملت طيران الإمارات أيضاً عامين من شراكتها الاستراتيجية الناجحة مع فلاي دبي. وقد استفاد 5.3 ملايين راكب من سهولة مواصلة سفرهم عبر الشبكة المشتركة لطيران الإمارات وفلاي دبي منذ استهلت الناقلتان شراكتهما في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
وبينما حققت طيران الإمارات أداءً قوياً جداً خلال الربعين الثاني والثالث، فإن إغلاق مدرج مطار دبي واندلاع جائحة “كوفيد-19” خلال الربعين الآخرين للسنة المالية 2019/ 2020، تركا أثرهما على العائدات الكلية للسنة بأكملها، حيث انخفضت بنسبة 6% لتسجل 92 مليار درهم (25.1 مليار دولار). وانعكست القوة النسبية للعملة الأميركية مقابل عملات معظم الأسواق الرئيسة لطيران الإمارات سلباً على الأرباح بقيمة 963 مليون درهم (262 مليون دولار)، وذلك مقارنة بالتأثير السلبي للعامل ذاته الذي بلغ في السنة السابقة 572 مليون درهم (156 مليون دولار).
وانخفضت التكاليف التشغيلية بنسبة 10% مقارنة مع السنة المالية 2018/ 2019. فقد شهد متوسط أسعار وقود الطائرات انخفاضاً بنسبة 9% خلال السنة المالية مقارنة مع ارتفاعه بنسبة 22% في السنة السابقة. ومع انخفاض مشتريات الوقود بنسبة 6% نتيجة لانخفاض السعة، فقد سجلت قيمة فاتورة الوقود انخفاضاً كبيراً بنسبة 15% مقارنة بالسنة المالية السابقة لتبلغ 26.3 مليار درهم (7.2 مليارات دولار). واستأثر الوقود بنسبة 31% من إجمالي التكلفة التشغيلية مقارنة بنسبة 32% في السنة المالية 2018/ 2019، وبقي محتفظاً بأكبر حصة من التكلفة التشغيلية.
وعلى الرغم من ضغوط المنافسة المتصاعدة، والتأثيرات غير المواتية لأسعار صرف العملات، فقد حققت طيران الإمارات أرباحاً صافية قدرها 1.1 مليار درهم (288 مليون دولار) في السنة المالية 2019/ 2020، بنمو نسبته 21% عن أرباح السنة التي سبقتها، وبهامش ربحي نسبته 1.1%. وكان من المفترض أن تكون الأرباح أعلى لولا خسارة 1.1 مليار درهم (288 مليون دولار) نتيجة لعملية تحوط في نهاية السنة.
ونقلت طيران الإمارات 56.2 مليون راكب، بانخفاض 4%. ومع انخفاض السعة المقعدية بنسبة 6%، فقد سجل إشغال المقاعد نسبة 78.5%. ويعكس الارتفاع في نسبة إشغال المقاعد مقارنة بمستوى السنة السابقة البالغ 76.8% الإدارة الناجحة للسعة والطلب القوي على السفر في غالبية الأسواق حتى اندلاع جائحة “كوفيد-19” في الربع الأخير.
وامتصت قوة العملة الأميركية مقابل معظم العملات الأخرى تأثير الزيادة في أسعار السوق ونظام الفئات السعرية المتباينة ليبقى معدل العائد على الراكب لكل كيلومتر RPKM ثابتاً عند مستواه في السنة السابقة بمقدار 26.2 فلساً (7.1 سنتات أميركية).
وخلال السنة المالية، تمكنت طيران الإمارات من ترتيب تمويلات قدرها 9.3 مليارات درهم (2.5 مليار دولار) لتمويل توسعات أسطولها، وذلك باستخدام مختلف الهيكليات التمويلية المتاحة.
ونجحت طيران الإمارات في تأمين تمويل مدعوم بضمان وكالة تمويل الصادرات الفرنسية Bpifrance، بالإضافة إلى قرض تجاري من مستثمرين كوريين لتمويل الطائرات الست التي تسلمتها الناقلة خلال السنة المالية 2019/ 2020.
وفي إطار مبادراتها لخفض النفقات والاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة العالمية، أعادت طيران الإمارات تمويل وتسعير أكثر من 5.5 مليارات درهم (1.5 مليار دولار) خلال السنة المالية 2019/ 2020، ما ادى إلى تحقيق وفورات مستقبلية تقدر بما يزيد على 110 ملايين درهم (30 مليون دولار).
واتخذت طيران الإمارات إجراءات عدة للمحافظة على تدفقاتها النقدية، وذلك من خلال تدابير لضبط التكاليف، والحد من النفقات المالية غير العاجلة، والعمل بالتعاون مع الشركاء لتطوير بيئة العمل. كما قامت بوقف جزئي لبعض خطوط الائتمان القائمة قبل 31 مارس (آذار)، وتعمل حالياً على تأمين خطوط إضافية لمزيد من تعزيز السيولة. وفي الربع الرابع من السنة المالية 2019/ 2020، نجحت طيران الإمارات في جمع سيولة إضافية من خلال قروض وائتمانات وتسهيلات تجارية قصيرة المدى بحوالي 4.4 مليارات درهم (1.2 مليار دولار). وسوف تواصل الاستفادة من البنوك لجمع سيولة إضافية في الربع الأول من السنة المالية الجارية 2020/ 2021 لتوفير مظلة أمان ضد تأثيرات “كوفيد-19” على تدفقاتها المالية في المدى القصير.
واختتمت طيران الإمارات سنتها المالية بمستوى صحي في أرصدتها النقدية حيث بلغت 20.2 مليار درهم (5.5 مليارات دولار).
وواصلت العائدات المتأتية من المناطق الست التي تعمل فيها طيران الإمارات المحافظة على توازنها، حيث لم تزد مساهمة أية منطقة بمفردها على 30% من العائدات الكلية. واحتلت أوروبا المركز الأول حيث بلغت العائدات المتأتية منها 26.1 مليار درهم (7.1 مليارات دولار) بانخفاض نسبته 8% عن عائدات السنة السابقة. وجاءت منطقة شرق آسيا وأوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا) في المركز الثاني وبعائدات 24.1 مليار درهم (6.6 مليارات دولار) بانخفاض 9% عن سنة 2018/ 2019. وسجلت منطقة الأميركتين عائدات قدرها 14.6 مليار درهم (4.0 مليارات دولار) بنمو نسبته 1%. وتراجعت عائدات منطقة الخليج والشرق الأوسط بنسبة 8% إلى 7.7 مليارات درهم (2.1 مليار دولار)، وتراجعت عائدات منطقة أفريقيا بنسبة 4% إلى 8.7 مليارات درهم (2.4 مليار دولار). أما عائدات منطقة غرب آسيا والمحيط الهندي، فقد ارتفعت بنسبة 4% إلى 9.8 مليارات درهم (2.7 مليار دولار).
وخلال السنة الماضية، واصلت طيران الإمارات التركيز على رفاه وراحة عملائها، فأدخلت تحسينات على خدماتها ومنتجاتها في الأجواء وعلى الأرض وفي الفضاء السيبراني. وشملت أبرز هذه التطورات إطلاق أول منشأة خارج المطار لإنهاء إجراءات السفر في ميناء راشد لإتاحة انتقال سلس لركاب الرحلات البحرية إلى المطار، وكذلك إطلاق عروض للمبيعات على الطائرة، بالإضافة إلى إدخال تحسينات مبتكرة على تطبيق طيران الإمارات استجابة لتزايد تواصل العملاء عبر الأجهزة المحمولة.
وأطلقت طيران الإمارات ميزة “سكاي واردز إكسكلوسف”، التي تتيح لأعضاء البرنامج الاستمتاع بتجارب لا يمكن شراؤها بالمال، وتطبيق “سكاي واردز إيفريداي”، الذي يتيح للأعضاء اكتساب أميال سكاي واردز لدى أكثر من 1000 منفذ بيع وترفيه وطعام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وواصلت الإمارات للشحن الجوي تحقيق أداء قوي في سوق تسودها منافسة شديدة مع تراجع الطلب، وساهمت بنسبة 13% من إجمالي عائدات الناقلة المتأتية من النقل.
ومع استمرار ضعف الطلب على الشحن الجوي طوال معظم السنة، سجلت عائدات قسم الشحن في طيران الإمارات 11.2 مليار درهم (3.1 مليارات دولار) بانخفاض نسبته 14% عن السنة السابقة.
وسجلت حصيلة الشحن لكل طن كيلومتري FTKM بعد ارتفاعها لسنتين متتاليتين، انخفاضاً بنسبة 2%، متأثرة بانخفاض أسعار الوقود وقوة الدولار الأميركي.
وانخفض إجمالي كميات الشحن المنقولة نمواً بنسبة 10% إلى 2.4 مليون طن نتيجةً لتقلص السعة بفعل خروج طائرة بوينج 777F من الخدمة، وانخفاض طاقة عنابر الشحن في الربعين الأول والأخير. وفي نهاية السنة المالية 2019/ 2020 كانت الإمارات للشحن الجوي تشغل أسطولاً مكوناً من 11 طائرة بوينج 777F.
واستمرت الإمارات للشحن الجوي في تطوير منتجات مبتكرة متخصصة لخدمة قطاعات معينة في الصناعة. ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أطلقت منصة التجارة الإلكترونية “إيميريتس ديليفرز”، التي تساعد العملاء من الأفراد والشركات الصغيرة على تجميع مشترياتهم عبر الإنترنت من الولايات المتحدة الأميركية وتسليمها لهم في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتخطط حالياً لتعميم هذه الخدمة لتغطي مزيداً من الأسواق والوجهات في المستقبل مستفيدةً من مكانة دبي كمركز إقليمي للتجارة الإلكترونية. وعززت الإمارات للشحن الجوي خلال السنة أيضاً قدراتها وإمكاناتها في مناولة الأدوية مع افتتاح منشأة جديدة في كل من شيكاغو وكوبنهاغن.
وسجلت فنادق الإمارات، خلال السنة المالية 2019/ 2020 عائدات بلغت 584 مليون درهم (159 مليون دولار)، بانخفاض نسبته 13% مقارنة بالسنة السابقة في سوق تسودها منافسة حادة ومتصاعدة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما أثّر على متوسط أسعار الغرف ومعدلات الإشغال.
أداء دناتا
سجلت دناتا خلال السنة المالية 2019/ 2020 انخفاضاً حاداً في أرباحها بنسبة 57% لتبلغ 618 مليون درهم (168 مليون دولار)، بما في ذلك المكاسب الناجمة عن صفقة لمرة واحدة، حيث باعت دناتا حصتها في شركة تكنولوجيا المعلومات Accelya التي استحوذت عليها “فيستا إكويتي بارتنرز”. وإذا ما استثنيت هذه الصفقة، فإن الانخفاض كان سيبلغ 72% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة السابقة، التي تضمنت بيع دناتا حصتها في مجموعة هوغ روبنسون HRG لإدارة السفر التي استحوذت عليها مجموعة أميكس Amex لأعمال السفر. وبمقارنة الربحية من دون احتساب الصفقتين، فإن أرباح دناتا للسنة المالية 2019/ 2020 تكون قد تراجعت بنسبة 64% مقارنة بالسنة السابقة.
وارتفع إجمالي عائدات دناتا إلى 14.8 مليار درهم (4.0 مليارات دولار) بنمو 2%. ويعكس ذلك استمرار توسع أعمالها، وخصوصاً في قطاع التموين، والمحافظة على عملائها وكذلك نتيجة فوزها بعقود جديدة في أقسامها الأربعة. وساهمت العمليات الخارجية خلال السنة المالية المنقضية بنسبة 72% من إجمالي عائدات دناتا.
وواصلت دناتا إرساء أسس للنمو المستقبلي، فقد استثمرت 800 مليون درهم (218 مليون دولار) في منشآت ومعدات جديدة، وعمليات تملك شركات، واستخدام تقنيات متقدمة وتطوير الموارد البشرية.
وارتفعت تكلفة دناتا التشغيلية خلال السنة المالية بنسبة 8% إلى 14.3 مليار درهم (3.9 مليارات دولار)، ما يعكس تأثير النمو العضوي عبر مختلف أعمالها، بالإضافة إلى إدماج التملكات الجديدة، وبشكل خاص عبر عملياتها للمطارات الدولية وقسم التموين.
وبلغت أرصدة دناتا النقدية 5.3 مليارات درهم (1.4 مليار دولار)، بنمو 4%. وحققت الشركة 1.4 مليار درهم (387 مليون دولار) أرصدة نقدية من عملياتها خلال السنة المالية 2019/ 2020. ويتماشى ذلك مع تحسن الأرصدة النقدية للشركة ويضعها في موقع قوي لتمويل استثماراتها.
واستقرّت عائدات دناتا لعمليات المطار (دولة الإمارات)، بما في ذلك مناولة الركاب والشحن، عند 3.2 مليارات درهم (864 مليون دولار).
وانخفضت أعداد الطائرات التي قدمت لها دناتا خدمات المناولة في دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 11% لتصل إلى 188 ألف طائرة، وذلك نتيجة لإغلاق مدرج مطار دبي الدولي للصيانة خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 2019، وتعليق الرحلات في مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين نتيجة انتشار جائحة “كوفيد-19” في مارس (آذار) 2020. وسجلت كميات الشحن التي تعاملت معها دناتا انخفاضاً بنسبة 4% إلى 698 ألف طن نتيجة تباطؤ الطلب في سوق الشحن الجوي عالمياً، وإغلاق مدرج مطار دبي لمدة 45 يوماً في الربع الأول.
وأنجزت دناتا خلال السنة المالية أول عملية مناولة بيئية بالكامل في دولة الإمارات، وكانت لإحدى طائرات فلاي دبي في مطار دبي الدولي، وذلك بفضل استثمارها مسبقاً في معدات لا تصدر انبعاثات ضارة. كما افتتحت “مرحبا” لخدمات المطار التابعة لدناتا صالة جديدة في مطار دبي الدولي، ووسعت شبكتها العالمية بافتتاح صالتين في مطار شانغي الدولي في سنغافورة.
وعززت دناتا مكانتها في صناعة لوجستيات الشحن في دولة الإمارات والمنطقة من خلال تعاونها مع “وولينبورن ترانسبورت”، التي تعد أكبر شركة في أوروبا للنقل بالشاحنات وتزويد صناعة الشحن الجوي. وسوف تساهم هذه الشراكة في تطوير منتجات وخدمات جديدة، وكذلك في دخول أسواق جديدة.
وسجلت عائدات قسم عمليات المطارات الدولية في دناتا انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1% إلى 3.9 مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، ما يعكس ازدياد حدة المنافسة. ولا تزال عمليات المطارات العالمية تمثل أكبر قطاع للأعمال في دناتا من حيث المساهمة في العائدات. وارتفع عدد الطائرات التي تمت مناولتها بنسبة 1% إلى 493 ألف طائرة، وذلك نتيجة لنمو حجم الأعمال قبل اندلاع الجائحة وافتتاح مواقع جديدة والفوز بعقود جديدة، في حين سجلت كميات الشحن التي تمت مناولتها انخفاضاً بنسبة 6% إلى 2.2 مليون طن.
وواصلت دناتا خلال السنة المالية 2019/ 2020، تعزيز عمليات المطارات الدولية بالتوسع في عمليات مناولة الركاب والبضائع في مطارات هيوستن ونيويورك وواشنطن العاصمة، وذلك بعد حصولها على عقود جديدة. كما دشنت مرافق شحن جديدة بافتتاح مستودع ثان في بروكسل مخصص لمناولة الواردات، ومنشأة “دناتا سيتي إيست” الجديدة في لندن هيثرو للصادرات المجهزة بأحدث التقنيات الكفيلة، والتي رفعت طاقة المناولة بنسبة معتبرة في أكثر مطارات العالم ازدحاماً.
وساهمت دناتا لتموين الطائرات بمبلغ 3.3 مليارات درهم (903 ملايين دولار) في عائدات دناتا، بنمو كبير نسبته 26%. وقامت الشركة بتحميل أكثر من 93 مليون وجبة طعام إلى العملاء من شركات الخطوط الجوية بنمو كبير نسبته 32%، ويعود ذلك بصورة كبيرة إلى سنة كاملة من عمليات كوانتاس للتموين في أستراليا التي استحوذت دناتا عليها في السنة الماضية.
وخلال السنة المالية 2019/ 2020، أطلقت دناتا أولى عملياتها للتموين في كندا بمطار فانكوفر، كما افتتحت عمليات تموين في هيوستن وبوسطن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، معززةً بذلك تواجدها وقدراتها في أميركا الشمالية، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من العملاء وآفاقاً واسعة للنمو قبل توقف هذه العمليات الناشئة بفعل جائحة “كوفيد-19” في الربع الرابع. وأعلنت دناتا خلال السنة المالية الماضية أيضاً خططاً لمنشأة جديدة في مانشستر بالمملكة المتحدة، وعن شراكة مهمة لإدارة عمليات التموين الخاصة بشركة “إير لينغاس” لخدمة رحلات الناقلة الوطنية الإيرلندية التي تنطلق من العاصمة دبلن.
وفي مارس (آذار) الماضي، أصبحت دناتا المالك الوحيد لشركة “ألفا Alfa LSG”، التي تعد أكبر شركة في المملكة المتحدة لتموين الطائرات ومبيعات التجزئة على الطائرات واللوجستيات. وانضمت الشركة إلى محفظة دناتا، بعد أن كانت شريكاً فيها من قبل.
وسجلت عائدات دناتا لخدمات السفر انخفاضاً بنسبة 4% إلى 3.5 مليارات درهم (964 مليون دولار). وانخفضت قيمة الصفقات الإجمالية الأساسية TTV لخدمات السفر المباعة بنسبة 6% إلى 10.8 مليارات درهم (3 مليارات دولار).
وشهد قسم السفر في دناتا طلباً ضعيفاً على السفر ترك آثاره على الأداء التجاري، وتحديداً في قطاع المستهلكين B2C في المملكة المتحدة وأوروبا، ما دفع الفريق الإداري إلى بدء مراجعة استراتيجية شاملة لمحفظة السفر، كان من بعض نتائجها انخفاض بقيمة 132 مليون درهم في تقييم العلامات التجارية الاستهلاكية لدناتا B2C في المملكة المتحدة. ومن المقرر اكتمال عملية المراجعة في الربع الأول من السنة المالية الجارية 2020/ 2021.
وحافظت أعمال دناتا للسفر في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على مستوياتها. ووسعت دناتا خلال السنة الماضية شبكة منافذ التجزئة بافتتاح منافذ خدمة جديدة وإطلاق علامة السفر التجارية الجديدة “رحلتي”، التي صممها موظفون إماراتيون خصيصاً لتلبية متطلبات مواطني الإمارات.
وتأثر قسم السفريات في دناتا، مثله في ذلك مثل الأقسام الأخرى، بجائحة “كوفيد-19” في الربع الرابع، حيث سجل الطلب على السفر هبوطاً حاداً مفاجئاً، وبدأ العملاء من الشركات والأفراد في المطالبة باسترجاع ما دفعوه من أموال لشراء برامج السفر.