تتحرر وزارة التضامن الاجتماعي من السياسات التقليدية للرعاية الاجتماعية التي تختزل دورها في توفير مساعدات اجتماعية بسيطة لا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية للمواطن وتنطلق إلى سياسات متكاملة للحماية الاجتماعية تكمل بعضها بعضًا فتشمل برامج الدعم النقدي، وتكافؤ الفرص التعليمية، وبرنامج سكن كريم (مد وصلات المياه، مد وصلات الصرف الصحي، ورفع كفاءة المنازل)، وتأثيث الوحدات السكنية، وتوفير فرص تمكين اقتصادي وقروض ميسرة، بالإضافة إلى التنسيق مع الوزارات المعنية بالدعم السلعي والتأمين الصحي ووصلات الغاز وغيرها من الوزارات الخدمية التي تتعاون مع بعضها بعضًا لتسهم في إخراج الأسر الأكثر فقرًا تدريجيًا من دائرة الفقر.
وتعمل الدولة المصرية، في مسارها الديمقراطي الذي تتقدم فيه بخطى واضحة، على تبني سياسات وبرامج العدالة الاجتماعية، وكفالة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والمدنية والسياسية لجميع الفئات وعلى رأسهم الأسر الأولى بالرعاية بما يشمل الفئات الأكثر فقراً والأشخاص ذوي الإعاقة، والمسنين وفاقدي الرعاية الأسرية، ومن يتعرضون لبطالة مؤقتة أو خارجة عن إرادتهم.
وحرصاً من الدولة على الاستثمار في البشر، اشترطت الدولة أن تكون برامج الحماية الاجتماعية مقرونة بالوفاء بالرعاية الصحية للأطفال والالتحاق بالتعليم وعدم تزويج القاصرات، إضافة إلى مراعاة الصحة الإنجابية للنساء والتزامهم بسياسات الحد من الزيادة السكانية.
تتبنى الحكومة المصرية منهج حقوق الإنسان في تطبيق برامجها المختلفة الخاصة بالتوسع في شبكات الأمان الاجتماعي، بغية الاستثمار في تلك الأجيال ليساهموا تِباعاً في دفع عجلة التنمية، أي أن الحماية الاجتماعية هي حقٌ يجسِّدُ العقدَ الاجتماعي بين الدولةِ والمواطن، ويُعززُ الوئامَ الوطني بين مؤسساتِ الدولة “الحكوميةِ والأهليةِ والخاصة” عبر عددٍ من الإجراءاتِ وآلياتِ التضامُنِ الاجتماعي من مُنطلَقِ العدالةِ والإنصاف. ومن ثَمَّ فهي تشكِّلُ جزءًا هامًا من جهودِ الدولةِ الراميةِ إلى تخفيفِ الهشاشةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والغذائيةِ، ومنع حدوثِ صدماتٍ أُخرى.
وفي الظروف التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، والتي تم اتخاذها في أعقاب جائحة انتشار فيروس كورونا – كوفيد-19، تم تبني عدة سياسات وبرامج لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية وشمولها وحوكمتها ومراجعتها بشكل دوري، تتلخص في الآتي:
زيادة حجم الأسر المستفيدة من برامج الدعم النقدي لتصل إلى 4,1 مليون أسرة بإجمالي 17 مليون مواطن مصري، مع انهاء عمليات الميكنة لكافة برامج الدعم النقدي بنسبة 100%، واضفاء آليات الحوكمة والرقابة عليها.
وقد ارتفعت الموازنة المخصصة للدعم النقدي من 3,7 مليار جنيه عام 2014 إلى 19,5 مليار جنيه عام 2021-2022 وعقب توجيهات السيد رئيس الجمهورية بزيادة 450 ألف أسرة جديدة ارتفعت الموازنة إلى 22,5 مليار جنيه سنويا.
وتبلغ نسبة الإناث المُسجلة بأسمائهم البطاقات الصادرة 75% في مقابل نسبة الذكور التي تبلغ ٢٥ %، كما يبلغ عدد الأطفال (الفئة العمرية تحت 18 سنة) المستفيدين من البرنامج 5,4 مليون طفل بنسبة 42% من إجمالي أفراد الأسر.
يتم تقديم دعم نقدي شهري بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية مستهدفًا 431 ألف يتيمة ويتيم بتكلفة قدرها 1,340 مليار جنيه مصري، بما يشمل الجانب النقدي والجانب العيني الذي يتلخص في تكلفة مصروفات التعليم ومصروفات الرعاية الطبية والإمداد الغذائي ومصروفات في أوقات الطوارئ والأزمات. وقد شرعت الوزارة في شراء وحدات سكنية لأبناء مصر من خريجي دور الرعاية الاجتماعية، وتم شراء ما يقرب من 1000 وحدة في عام 2022، وشمولهم تحت مظلة التأمين الصحي والدعم الغذائي ومساعدتهم في الحصول على فرص تشغيل لدى الغير أو لدى النفس، وذلك ايماناً بحقهم في الحياة الكريمة والدمج في كافة الخدمات.
تقوم الوزارة والمؤسسة العامة للتكافل، والشركاء من الجمعيات الأهلية بتقديم مساعدات نقدية غير منتظمة لإجمالي 900 ألف أسرة مضارة بظروف صعبة بإجمالي 800 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى تحمل تكلفة عمليات جراحية وشراء أجهزة طبية للمستشفيات والمعاهد، وتوفير أجهزة تعويضية لذوي الإعاقة وبلغ إجمالي تكلفة المساعدات العينية 434 مليون جنيه مصري موجهة إلى 233 ألف مستفيد.
اتساقاً مع سياسة الدولة في الاستثمار في البشر، وفي الوفاء بحقوق الأطفال والشباب في سن التعليم، وجَّه السيد رئيس الجمهورية بضرورة تقديم كافة سبل الدعم للطلاب الدارسين في كافة المراحل التعليمية بدءًا من سن الحضانة وحتى التخرج في الجامعة، كما وجه سيادته بتخصيص 500 مليون جنيه مصري لدعم الطلاب غير القادرين، والطلاب من ذوي الإعاقة، وطلاب التدريب الفني والمهني.
ساهمت وحدات التضامن الاجتماعي في الجامعات المصرية في دفع المصروفات لأكثر من 54 ألف من الطلاب غير القادرين وتوفير الاجهزة التعويضية بالمجان لإجمالي 3420 من الطلاب ذوى الاعاقة، وتقديم منح تعليمية لإجمالي 710 طالب وطالبة من خلال حاضنات للفائقين ودعمهم بحافز مادى شهري قدره 1000 جنيه، هذا بالإضافة إلى تعبئة 12 ألف متطوع لدعم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بشكل عام، كما قامت وحدات التضامن بدعم مشروعات ريادة الأعمال داخل المجتمع الجامعي من خلال إتاحة إقراض متناهي الصغر من بنك ناصر الاجتماعي، وتنظيم معارض الأسر المنتجة والطلاب المنتجين داخل الحرم الجامعي وخارجه.
وصل عدد المستفيدين من برنامج الألف يوم الأولى في حياة الأطفال إلى 41,000 من الأمهات الحوامل والمرضعات من الطبقات الأولى بالرعاية بتكلفة تصل إلى 57 مليون جنيه سنوياً. ويشترط البرنامج أن يكون لدى الأسرة طفلين بحد أقصى، بالإضافة إلى المتابعة الصحية للأطفال تحت سن 6 سنوات والانتهاء من إجراءات التطعيمات للأطفال، والرعاية الصحية الإنجابية للأمهات، ويتم صرف نقاط إضافية على السلة الغذائية التموينية بقيمة 120 جنيه شهريًا إذا ما تحققت الشروط بعالية. هذا بالإضافة إلى دعم ما يقرب من 7000 من مريضات سرطان الثدي وتغطية علاجهن الهرموني، كما ساهمت الوزارة في دعم الكشف المبكر للمتقدمات في قوائم الانتظار.
تم التعاون مع وزارة البترول والكهرباء لتوصيل وصلات الغاز الطبيعي لإجمالي 112,200 أسرة في 6 محافظات من الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية بإجمالي 230 مليون جنيه مصري ممولة من الإتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية ووكالة التنمية الأمريكية.
تم تجهيز 16,900 وحدة سكنية بتكلفة إجمالية قدرها 536 مليون جنيه في مناطق الأسمرات-3 وأهالينا وروضة السيدة والمحروسة-1 والمحروسة-2 ومنطقة معاً، وجار تأثيث 17,400 وحدة سكنية حتى نهاية عام 2023، وذلك في مناطق مطورة جديدة تشمل أرض الخيالة وحدائق أكتوبر وزهور 15 مايو وروضه العبور وقرية الديسمى ومساكن عمال دريسة السكة الحديد والسكن البديل لجزيرة الوراق ومشروع أرض الإنتاج مصنع 18 بتكلفة تقديرية 750 مليون جنيه مصري.
في إطار البرنامج القومي لتطوير القرى المصرية “حياة كريمة” تم تنفيذ برنامج سكن كريم في مرحلته الأولى التي بدأت في عام 2018 في 11 محافظة الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية، ولقد ساهم برنامج “سكن كريم” في تنفيذ تدخلات وصلات مياه ووصلات صرف صحي ورفع كفاءة منازل لما يقرب من 67 ألف أسرة بإجمالي 2,5 مليون مواطن، وذلك بالشراكة مع 23 جمعية أهلية
قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتمويل مساعدات استهدفت 226,800 ألف أسرة من الاسر المتضررة من أزمات وكوارث فردية وعامه بقيمة 910,500 مليون جنيه مصري، علما بأن الدولة رفعت قيمة التعويضات لضحايا الكوارث العامة من 10 ألاف جنيه مصري الى 50 ألف جنيه مصري حد أقصى، هذا بالإضافة إلى مضاعفة التعويضات الخاصة بأسر الشهداء والمصابين جراء العمليات الإرهابية ليرتفع التعويض من 100 ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه بالقرار الصادر من السيد رئيس الجمهورية في عام 2021.
كما ساهمت الوزارة والهلال الاحمر المصري في إغاثة النكبات الاقليمية في الدول العربية والافريقية المضارة من الأزمات البيئية أو الاقتصادية أو الحربية بإجمالي 250 مليون جنيه مصري، وتشمل هذه الدول لبنان، شمال السودان، جنوب السودان، الصومال، سوريا، اليمن، العراق، فلسطين، غزة، النيجر، تشاد، جيبوتي، تنزانيا، وأفغانستان.
وقد استطاعت الوزارة تعبئة مواردها وموارد المجتمع المدني لتقديم الدعم النقدي والغذائي والدواء للأسر المتضررة من فيروس كوفيد-19 المُستجد لتصل إلى حوالي 20 مليون فرد بقيمة 5,8 مليار جنيه مصري، وذلك على مدار عامين بدءً من مارس 2020.
تكافؤ الفرص التعليمية للطلاب الأولى بالرعاية:
إطلاق برنامج تكافؤ الفرص التعليمية ليصل ليشمل إلى ما يقرب من مليون من الأطفال والشباب في مراحل التعليم المختلفة غير المُدرجين في برنامج تكافل وكرامة، بما يشمل سداد مصروفات الطلاب غير القادرين، وإتاحة أجهزة تعويضية وأدوات مساعدة للطلاب ذوي الإعاقة، ودعم التدريب المهني لمن تم خروجه من التعليم وتعزيز قدراته الحرفية والمهنية، ودعم دور المغتربين وجمعيات رعاية الطلاب بالمحافظات المختلفة.
تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وبمناسبة الاحتفال بذكرى 25 أبريل لعام 2022 الإفراج بالعفو عن 3273 من النزلاء المحكوم عليهم واتساقاً مع السياسة العامة للدولة وبتوجيهات من السيد الرئيس، قامت الوزارة بسداد مديونية 700 من الغارمين والغارمات المحكوم عليهم والمقيد حريتهم، بتكلفة تصل إلى 45 مليون جنيه مصري لإخلاء سبيلهم، وذلك كدفعة أولى من المساعدات الموجهة لهم ولأسرهم والعمل على دمجهم في الحياة العامة وتمكينهم اقتصادياً.
الانتهاء من إنشاء 1200 حضانة من مستهدف 3000 حضانة طفولة مبكرة خلال عامين، وتحديث منهج للطفولة المبكرة في الفئة العمرية تحت سن 4 سنوات يستهدف بناء الشخصية وغرس الاتجاهات الصحيحة بها كما يستهدف تدريب أسرة الطفل ولا يقتصر على الطفل فقط، واستحداث ومعايير جودة الحضانات، إيماناً أن الاستثمار في الأطفال يبدأ في سن الطفولة المبكرة.
تتعاون وزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة البيئة والجمعيات الأهلية والتعاونية وصندوق “تحيا مصر” وبنك ناصر الاجتماعي واتحاد للصناعات وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ومكاتب السادة المحافظين، وذلك لإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن العمالة غير المنتظمة. كما تقوم الوزارة بالتوسع في تغطية العمالة غير المنتظمة تحت مظلة الحماية الاجتماعية والتأمينية، واتاحة فرص عمل بديلة ومكملة لهم في أوقات التعطل الموسمي أو الدوري، وإتاحة تمويل ميسر لهم في شكل مشروعات متناهية الصغر بإجمالي 670 مليون جنيه مصري بتمويل من الخطة الاستثمارية وبالتعاون مع التعاونيات الإنتاجية والقطاع الخاص.
ولقد قامت الوزارة بدعم 42 ألف صياد بسبل مختلفة تيسر عليهم ظروف العمل مثل مدهم بمراكب صيد، وشباك، وبدل صيد، ولوحات طاقة شمسية لتوليد الكهرباء على المراكب، بالإضافة إلى توفير الدعم النقدي “تكافل” لهم أثناء فترات نمو الذريعة وتوقف الصيد لمدة 4 أشهر . هذا وقد قامت الوزارة بدفع التأمينات الاجتماعية كاملة لمدة 4 سنوات تقريباً لصيادي شمال سيناء الذين تضرروا وقت تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب، كما تم تعويض عمال الصيد في بحيرة السد العالي لتوقف الصيد لظروف خارجة عن إرادتهم.
يتم تقديم دعم نقدي شهري من الوزارة لعدد 475 ألف مسن بتكلفة اجمالية تصل إلى 2,6 مليار جنيه سنوياُ، كما قامت وزارة التضامن بإصدار قرار بإعفاء المسنين فوق سن 70 سنة من مصروفات المواصلات العامة بما يشمل السكك الحديدية ومترو الأنفاق، هذا بالإضافة إلى إعفاء من بلغوا 65 سنة بنسبة 50%, وقد قامت الوزارة أيضاً بإصدار مقترح لقانون “الحقوق المتكاملة للمسنين” لأول مرة في مصر، وتمت الموافقة عليه من مجلس الوزراء وجاري مراجعته من مجلسي النواب والشيوخ.
أُنشى صندوق تأمين الأسرة في مصر بموجب القانون رقم 11 لسنة 2004 تحت مظلة بنك ناصر الاجتماعي ويرأسه وزير التضامن الاجتماعي بصفته، ونصت المادة 71 من قانون الأسرة أن يتولى الصندوق الإجراءات القانونية لمن معهم حكم نفقة أو حضانة، وذلك بهدف تأمين الأسرة المصرية التي تعاني من هجر وتخلى عائلها عنها وتركها دون نفقة أو منفق ليحل هو محله في رعاية هذه الأسرة والإنفاق عليها عن طريق صرف قيمة النفقة الشهرية المحكوم بها بموجب أحكام قضائية.