وكالات
ساعدت التوترات الجيوسياسية المتزايدة الناجمة عن الحرب في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية في دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، ما يمثل تحديًا لجهود بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم وعودة الضبابية بشأن مستقبل الفائدة.
وارتفع النفط الخام الأميركي 4.5% هذا الأسبوع، ليلامس 87 دولارا للبرميل يوم الجمعة قبل أن يستقر عند 86.91 دولارا. وقد اتبعت الأسعار في محطات الوقود في أميركا ارتفاع سعر النفط الخام إلى 3.58 دولار للغالون في المتوسط، وهو الأعلى منذ أكتوبر، وفقًا لبيانات جمعية السيارات الأميركية.
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 21% هذا العام، وارتفع خام برنت بنسبة 18%، وتجاوزت العقود الآجلة للبنزين كليهما بمكاسب قدرها 32%.
وبحسب تقرير لـ”CNBC” الأميركية، يقول بارت ميليك، المدير الإداري لاستراتيجية السلع العالمية في شركة “تي دي سيكيوريتيز”: “سترى التضخم الرئيسي يستجيب له، وهذا يعني في النهاية أنه سيجعل مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر صعوبة بعض الشيء”. وأضاف إن ارتفاع أسعار الطاقة قد يؤثر على توقيت أو حجم تخفيضات أسعار الفائدة.
ويركز الاحتياطي الفيدرالي على خفض التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والمواد الغذائية المتقلبة. وتأتي القراءة التالية لأسعار المستهلك يوم الأربعاء عندما يتم إصدار أرقام شهر مارس. وقال آندي ليبو، رئيس شركة “Lipow Oil Associates”، إنه بغض النظر عن صانعي السياسات في البنوك المركزية، فإن الحقيقة هي أن المستهلكين يشعرون في الغالب بالتضخم في متاجر البقالة ومحطات الوقود.
وقال ليبو: “إن ارتفاع أسعار الطاقة يسبب التضخم، وعلى الرغم من أن الجميع أخبروني أن إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي تستبعد الغذاء والطاقة، فإن هذا ما يشتريه الناس كل يوم”.
ويتوقع بوب ياوجر، استراتيجي العقود الآجلة للطاقة في شركة “ميزوهو أميريكاز”، أن تستمر أسعار الغاز في الارتفاع من الآن وحتى عطلة يوم الذكرى في أميركا (أي نهاية مايو 2024). وقال ياوجر إن الطلب على البنزين كان قويا عند 9 ملايين برميل يوميا مع التخفيضات المتكررة في مخزونات الوقود الأميركية في ثمانية من الأسابيع التسعة الماضية.
وضربت أوكرانيا ثالث أكبر مصفاة للنفط الروسية الأسبوع الماضي. وقد ضربت كييف 18 مصفاة حتى الآن هذا العام، مما أدى إلى توقف ما يقدر بنحو 670 ألف برميل يوميا من طاقة التكرير في روسيا، وفقا لتقديرات بنك “جي بي مورغان”.
وبحسب ما ورد، أثارت الضربات قلق البيت الأبيض، حيث طلبت إدارة بايدن من كييف بشكل خاص التوقف عن ضرب البنية التحتية للطاقة الروسية بسبب التأثير المحتمل على أسعار النفط، حسبما قالت ثلاثة مصادر مطلعة على المناقشات لصحيفة “فايننشال تايمز” في أواخر مارس.