ياسرجمعه
أعلنت شركة رواد للهندسة الحديثة عن افتتاح أحد أكبر مشروعات تخزين الحبوب في مصر، يتمثل في صوامع معدنية بسعة 100 ألف طن على رصيف عباس في ميناء غرب بورسعيد، وذلك بحضور رسمي رفيع المستوى ضم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين، إلى جانب عدد من قيادات الدولة والمؤسسات الاقتصادية.
نقلة نوعية في منظومة الأمن الغذائي
يُعد هذا المشروع ركيزة استراتيجية ضمن خطة الدولة لتعزيز الأمن الغذائي القومي، حيث يرفع القدرة الاستيعابية لتخزين الحبوب إلى ما بين 1.5 إلى 2 مليون طن سنويًا، ويُسهم في تقليل الفاقد من القمح، وتسريع عمليات تفريغ السفن والتخزين، بما يدعم كفاءة سلاسل الإمداد اللوجستية على المستوى الوطني.
دعم لتطوير ميناء غرب بورسعيد ورفع كفاءته التشغيلية
يتكامل المشروع مع خطة تطوير ميناء غرب بورسعيد، الرامية إلى تحديث بنيته التحتية وتعزيز قدراته التشغيلية ليصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا، وفق أحدث المعايير العالمية في إدارة محطات الحاويات والصب السائل والجاف.
تمويل دولي وشراكات مؤسسية فعالة
كشف المهندس محمد محلب، الرئيس التنفيذي لشركة رواد للهندسة الحديثة، أن المشروع يُعد أول صوامع تنفذ في الميناء منذ عقدين، وتم إنجازه وسط تحديات اقتصادية معقدة، أبرزها اضطراب سلاسل الإمداد وصعوبة فتح الاعتمادات المستندية.
وقد تم تمويل المشروع من خلال قرض بقيمة 14 مليون دولار من صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، ضمن جهود وزارة التخطيط والتعاون الدولي برئاسة الدكتورة رانيا المشاط، إلى جانب تمويل ذاتي بقيمة 350 مليون جنيه من الشركة العامة للصوامع.
تكامل حكومي لتنفيذ المشروع رغم التحديات
أشادت الشركة بالدور الفعّال لوزارة النقل في تسليم الرصيف البحري وربط المشروع بشبكة السكك الحديدية، بالتنسيق مع هيئة ميناء غرب بورسعيد وهيئة سكك حديد مصر، كما ساهمت وزارة التموين في تيسير كافة العقبات الفنية والتمويلية خلال فترات تعذر إصدار الاعتمادات الدولية، مما مكّن من استكمال المشروع وفق الجدول الزمني المحدد.
تنفيذ هندسي متطور بأعلى معايير الجودة والسلامة
أوضح المهندس محلب أن المشروع تم تنفيذه وفق أعلى معايير الجودة العالمية، عبر حلول هندسية مبتكرة للتغلب على قيود المساحة وارتفاعات المباني، مع تحسين خواص التربة وتحقيق تكامل إنشائي مع رصيف الحاويات المطور لاستيعاب السفن ذات الغاطس الكبير.
كما تم تنفيذ شبكة أنفاق تحت منسوب المياه الجوفية باستخدام تقنيات متقدمة، واستحداث طرق لرفع خلايا التخزين الأكبر من نوعها في مصر، بما يضمن تشغيلًا مرنًا وآمنًا طويل الأجل.
شراكات صناعية محلية لزيادة المكون المصري
بهدف تعزيز القيمة المضافة المحلية، تعاونت شركة رواد للهندسة الحديثة مع شركة إنرجيا في تصنيع المكونات المعدنية، ومع السويدي إليكتريك لتوفير التوريدات الكهربائية، بما يعكس توجه الشركة نحو التصنيع المحلي وتطوير الصناعات الوطنية.
صوامع عالية التقنية ومواصفات تخزينية فائقة
يتضمن المشروع 8 خلايا تخزينية معدنية، حيث يبلغ ارتفاع 4 خلايا منها 29.5 مترًا بقطر 32 مترًا، بسعة تخزينية 14 ألف طن لكل خلية، في حين يبلغ ارتفاع الخلايا الأربعة الأخرى 29.35 مترًا بقطر 27.5 مترًا، بسعة 11 ألف طن لكل خلية، ليصل إجمالي الطاقة التخزينية إلى 100 ألف طن.
تم تجهيز الصوامع بأنظمة تهوية متطورة، وحساسات لقياس درجات الحرارة، بالإضافة إلى نظام إطفاء حريق تلقائي بقدرة 750 جالون في الدقيقة. وتحتوي على وحدتين لشفط الحبوب من السفن بقدرة 600 طن في الساعة لكل واحدة، بمعدل تفريغ إجمالي يبلغ 1200 طن في الساعة.
مشروعات توسعية شرق بورسعيد وخطط للتوسع الإقليمي
وأكد المهندس محلب أن الشركة تنفذ حاليًا مشروعًا مماثلًا في ميناء شرق بورسعيد بسعة 120 ألف طن، في إطار استمرار جهود الدولة في دعم البنية التحتية اللوجستية، مع دراسة فرص التوسع إقليميًا في أسواق إفريقيا والشرق الأوسط لإنشاء صوامع تخزين استراتيجية.
تعد رواد للهندسة الحديثة –إحدى شركات مجموعة السويدي إليكتريك– من أبرز شركات المقاولات في المنطقة، بخبرة تتجاوز 25 عامًا في تنفيذ مشروعات ضخمة ومعقدة في مصر والأسواق الإقليمية والإفريقية. تشمل أعمالها مجالات متعددة مثل الطاقة المتجددة، الصناعات الثقيلة، البنية التحتية، الموانئ، الكبارى، المباني التجارية، المستشفيات، والفنادق.
نجحت الشركة في تنفيذ مشروعات رائدة، منها محطة بنبان للطاقة الشمسية، ومشروع محطة الحاويات “تحيا مصر 1” بميناء دمياط، ومشروعات ترميم التراث مثل قصر محمد علي ومتحف البحر الأحمر في جدة، ما يجعلها شريكًا موثوقًا في مسيرة البناء والتنمية المستدامة.