شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا ملحوظًا مع بداية تداولات الأسبوع، متأثرة بإشارات إيجابية أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التقدم في عدد من الاتفاقيات التجارية، إلى جانب إعلان تمديد إعفاءات الرسوم الجمركية لعدة دول، ما أدى إلى تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وبحسب منصة جولد بيليون، انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوياته عند 3300 دولار للأونصة، مقارنة بافتتاحه اليوم عند 3341 دولار للأونصة، قبل أن يتداول عند مستوى 3310 دولار، ليبدأ الأسبوع على تراجع بعد مكاسب أسبوعية بلغت 1.9% الأسبوع الماضي.
مؤشرات سياسية وضغوط سوقية
جاء هذا التراجع بعد تصريحات للرئيس ترامب، أكد خلالها اقتراب الولايات المتحدة من توقيع عدة اتفاقيات تجارية، مع تمديد مهلة الرسوم الجمركية إلى 9 يوليو، ما ساهم في تقليل المخاوف من اضطرابات تجارية واسعة النطاق. كما أعلن ترامب عن خطط لفرض رسوم إضافية على الدول المؤيدة لما وصفه بـ”السياسات المعادية لأمريكا” دون توضيحات.
هذه التطورات السياسية أدت إلى تراجع الاستثمارات في الأصول الآمنة مثل الذهب، تزامنًا مع تعافي الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات قوية لسوق العمل الأمريكي، ما زاد من الضغوط على المعدن الأصفر.
توقعات الفائدة والرهانات على المضاربة
أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة انخفاضًا في عقود الشراء الآجلة للذهب، بالتوازي مع ارتفاع عقود البيع، في دلالة على انخفاض شهية المضاربة. كما تراجعت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وسط تصاعد القلق من التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية الأمريكية.
أداء الذهب محليًا
محليًا، شهدت أسعار الذهب بداية متراجعة اليوم، قبل أن تبدأ في التعافي التدريجي، مدعومة بارتفاع طفيف في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري داخل البنوك.
وسجل عيار 21 – الأكثر شيوعًا – عند افتتاح تداولات اليوم مستوى 4615 جنيهًا للجرام، قبل أن يصعد إلى 4625 جنيهًا، مقارنة بإغلاق الأمس عند 4635 جنيهًا.
توقعات السوق
عالميًا: يواجه الذهب مستويات دعم فنية مهمة عند 3300 دولار للأونصة (المتوسط المتحرك لـ50 يومًا). كسر هذا المستوى قد يفتح المجال لمزيد من التراجع نحو 3285 ثم 3250 دولارًا.
محليًا: يظل الذهب تحت ضغط بسبب التراجع العالمي، لكن تحركات سعر الصرف قد تحد من الخسائر أو تدفع لتعافٍ محدود، خاصة إذا ما عاد السعر أعلى 4640 جنيهًا للجرام.
ويواصل الذهب تأثره المباشر بالتطورات التجارية والسياسية، مع ترقب الأسواق لنتائج مفاوضات الرسوم الجمركية وسياسات الفائدة الأمريكية. ويبقى تعافي الدولار وضعف الطلب على التحوط أهم عوامل الضغط على المعدن الأصفر خلال المرحلة الحالية.
