افتتحت جامعة القاهرة بالتعاون مع شركة روش للحلول التشخيصية المعمل الرئيسي لقسم الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية بمستشفى المنيل الجامعي قصر العيني، وذلك بعد تطويره وتزويده بأحدث أنظمة وحلول التشغيل الآلي المتقدمة، في إطار الشراكة الممتدة بين الجانبين لتعزيز كفاءة الخدمات الطبية ورفع جودة التشخيص.
ويمثل افتتاح المعمل الجديد نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية، حيث يتيح الحصول على نتائج الفحوص الطبية في أقل من ساعتين بدلًا من عدة ساعات، بما يعزز سرعة التشخيص ودقة النتائج ويسهم في تحسين خطط العلاج. ويُعد هذا المعمل خامس مشروع تنفذه “روش” للحلول التشخيصية بمصر، ليصبح أحد أكثر المعامل تطورًا في المنطقة.
وبفضل التحديثات، بات المعمل قادرًا على تنفيذ 36.7 مليون عملية تشخيص سنويًا لخدمة ما يقرب من 2.5 مليون مريض يترددون على مستشفيات جامعة القاهرة، التي تضم 17 مستشفى ومركزًا تخصصيًا بسعة إجمالية تتجاوز 5200 سرير، وتُجري أكثر من 100 ألف عملية جراحية ومليون فحص أشعة سنويًا.
شراكة استراتيجية ممتدة
أكدت د. ليليان كنعان، مدير عام “روش” للحلول التشخيصية في مصر وشمال إفريقيا، أن افتتاح المعمل الجديد يجسد ثمرة تعاون استراتيجي ممتد منذ أكثر من 20 عامًا مع جامعة القاهرة، مشيرةً إلى أن المشروع يعكس الدور المحوري للابتكار والتكنولوجيا في رفع كفاءة التشخيص ودعم الرعاية الصحية والبحث العلمي في مصر.
ومن جانبه، أعرب د. محمد عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، عن تقديره للجهود المبذولة في تطوير المعمل، مؤكدًا أن طب قصر العيني يواصل ريادته الأكاديمية والطبية على مستوى العالم، وأن ما يشهده من طفرات متلاحقة هو ثمرة قيادة واعية وشراكات قوية.
وقال د. حسام صلاح، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، إن المعمل يمثل قفزة غير مسبوقة في خدمات التشخيص المعملي، بفضل دمج حلول التشغيل الآلي مع أحدث تقنيات التشخيص عالميًا، مما يعزز دقة النتائج وسرعة الاستجابة الطبية.
تعزيز البحث العلمي والتدريب
من جانبها، أوضحت د. نسرين الغرباوي، رئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية، أن المعمل يعتمد على مسار آلي متكامل يربط جميع مراحل العمل المخبري من استقبال العينة وحتى إصدار النتيجة، بما يقلل الأخطاء البشرية ويضمن أعلى معايير الجودة والدقة.
وأشارت د. مروى مشعل، نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية والرعاية الحرجة والطوارئ بمستشفيات جامعة القاهرة، إلى أن سرعة الحصول على النتائج ستُحدث فارقًا كبيرًا في التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة، بما يرفع معدلات بقاء المرضى ويزيد فرص تعافيهم.
كما سيعمل المعمل كمركز تدريب وبحث علمي متقدم، عبر برامج مخصصة للأطباء والفنيين، فضلًا عن دعم الأبحاث في مجالات الأمراض المزمنة والسرطانات والأمراض النادرة، مما يعزز مكانة جامعة القاهرة كصرح طبي وبحثي رائد إقليميًا ودوليًا.