المنهجية اختلفت… الوعي اختلف… والتفاعل كمان بقى مختلف، وده طبيعي جدًا، لأننا في زمن بقى فيه الجمهور أكثر وعيًا، وأكثر حساسية تجاه الرسائل اللي بتوصله، سواء كانت تجارية أو إنسانية أو بيئية.
من كام يوم، لفت نظري حملة لشركة شنايدر إليكتريك، والحقيقة إنها تستحق الإشادة بكل المقاييس.
فكرة إنك تطلق حملة دعاية خارجية (Outdoor) بهدف رفع الوعي البيئي، مش للترويج المباشر لمنتجك، دي في حد ذاتها خطوة كبيرة ومهمة جدًا.
عارفة إن في شركات كتير قدمت حملات توعوية قبل كده – زي البنك الأهلي وحملة عصام عمر مثلًا – لكن اختيار البيئة نفسها لتكون محور الرسالة يعتبر رقي في الفكر والمسؤولية.
لأن الشركات عادة بتحسب كل جنيه بيتصرف في الحملات مع تركيز على العائد المالي أو الـPositioning، لكن هنا إحنا بنتكلم عن استثمار في وعي الناس.
الصورة اللي استخدموها لسلحفاة بحرية بتموت لأنها ظنت إن كيس البلاستيك قنديل بحر كانت مؤثرة جدًا، والرسالة الثانية عن ترشيد استهلاك المياه من خلال مشهد بسيط لتسريب المياه من الحنفية كانت ذكية وبسيطة في نفس الوقت.
كمتخصصة اشتغلت لسنين في مجال البيئة، أعرف كويس قد إيه كنا بنكافح علشان نوصل رسائل بسيطة للناس، كنا بنقضي سنين نحاول نقنعهم مثلًا إن “بلاش نحرق المخلفات… استفيدوا منها”.
علشان كده بشكر Schneider Electric على الحملة دي بصدق — لأنها رسالة واعية في وقت محتاجين فيه صوت العقل والتغيير، وبينما شنايدر استخدمت الوعي البيئي كمدخل للتأثير، اختارت Cilantro طريق مختلف تمامًا.
حملتهم الأخيرة اللي وصلت للناس برسائل غريبة على الموبايل زي انشري الغسيل وقت المطر، أو اقفلي الكاميرا، عملت حالة من الجدل والدهشة وحتى الخوف!
رغم غرابة الأسلوب، إلا إنها نجحت إنها تخلي الناس كلها تتكلم عنهم، وده في حد ذاته شكل تاني من التفاعل والتجديد في التواصل مع الجمهور.
في النهاية، اللي بيجمع الحملتين إنهم بيعكسوا مرحلة جديدة من التفكير التسويقي في مصر مرحلة فيها جرأة، ووعي، ورسائل مش تقليدية.
وده مؤشر جميل جدًا إننا فعلاً بنتحرك ناحية منهجية مختلفة… بوعي مختلف… ونتائج أكيد مختلفة.