شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، فى فعاليات افتتاح الدورة السابعة لملتقى “بناة مصر”، التي تقام تحت عنوان: “فرص التنمية والتمويل بأفريقيا والدول العربية في ضوء المتغيرات العالمية”، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والسفراء، ورؤساء الهيئات، ووفود ممثلي الحكومات والاتحادات ومنظمات الأعمال من عدد من الدول الأفريقية والعربية.
والقي رئيس الوزراء كلمة، خلال فعاليات افتتاح الدورة السابعة لملتقى “بناة مصر”، رحب فى مستهلها بالحضور والمشاركين فى فعاليات هذه الدورة، مشيراً إلى أن هذا المتلقى يؤكد عاما بعد آخر دوره وأهميته فى طرح قضايا وملفات التنمية المختلفة فى ربوع الدول العربية والأفريقية.
وقال رئيس الوزراء:”اسمحوا لى فى البداية أن أشيد بتجديد الثقة فى مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى لمنظمات مقاولى التشييد والبناء، حيث جدد الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد والبناء خلال جلسة الجمعية العمومية المنعقدة يوم 18 يونيو الثقة في مصر رئيسا للاتحاد في دورته الجديدة”، موجها فى هذا الصدد التهنئة للمهندس حسن عبدالعزيز، رئيس الاتحاد، على جهوده الملموسة، والتى كانت محل إشادة من الأعضاء، الذين أثنوا فى الوقت نفسه على دور مصر الريادي في إقامة الاتحاد وتفعيل دوره واستضافته لاجتماعات الأعضاء.
ولفت رئيس الوزراء خلال كلمته إلى أن التجربة المصرية التنموية خلال السنوات الثمانى الأخيرة تستحق أن تُروى، وذلك نظراً لما أفرزته من مشروعات متعددة وضعت مصر على الخريطة العالمية فى عدة قطاعات، مؤكداً أن مصر، وهى تستكمل خططها التنموية فى المحاور المتعددة، تضع فى الوقت ذاته خبراتها فى القطاعات المختلفة رهن إشارة الأشقاء فى الدول الإفريقية والعربية، قائلاً:” كما ساندت مصر أشقائها فى فترات سابقة فى جهودها نحو التحرر، تقف الآن بجوارهم يدا بيد، فى جهودهم التنموية المختلفة”.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر خطت خلال السنوات الثمانى الماضية خطوات واسعة فى عدد من القطاعات، كقطاعات الإسكان، والنقل والطرق، والطاقة، والتحول الرقمى، وغيرها من القطاعات، وهو ما جعلها تقفز قفزات متسارعة، وتحل مشكلات، وتزيل تحديات، لم يكن أحد يعتقد أنها ستصبح فى طى النسيان.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تمتلك حاليا ذخيرة من المكاتب الاستشارية، وشركات المقاولات، والمصانع المتخصصة، التى يمكنها إحداث الفارق فى المشروعات المختلفة فى القطاعات الخدمية والتنموية فى الدول الشقيقة، ولها بالفعل سفراء فوق العادة ينفذون مشروعات عملاقة فى الدول الأفريقية والعربية، يأتى منها مشروع سد “جوليوس نيريرى” على نهر روفيجى فى تنزانيا، وهو المشروع الذى يحظى بمتابعة حثيثة من جانب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتحقيق حلم الأشقاء فى تنزانيا فى التنمية.
وأضاف: كما تنفذ شركاتنا الكبرى، ومنها شركات حكومية وأخرى تابعة للقطاع الخاص، مشروعات متعددة فى دولنا الأفريقية والعربية، ومن هنا تأتى أهمية هذا الملتقى، الذى يضم نخبة من كبار المسئولين والخبراء، ليلقى الضوء على ما تحتاجه دولنا الأفريقية والعربية من مشروعات، وما تملكه شركاتنا من إمكانات وقدرات، يمكننا مشاركتها لتحقيق طموحات شعوبنا فى التنمية والرخاء.
وفى ختام كلمته، قال رئيس الوزراء:” إننى إذ أرحب بكم على أرض مصر، أتمنى لكم مناقشات مفيدة، واتفاقات مثمرة، على مشروعات خدمية وتنموية لبلادنا”، مجدداً الاشارة إلى أن مكاتبنا الاستشارية وشركاتنا المصرية على استعداد تام لتنفيذ مختلف المشروعات فى دولنا الأفريقية والعربية، فى التوقيتات المحددة، وبالجودة العالمية المطلوبة، وهذا توجيه واضح من القيادة السياسية، التى تضع التعاون مع اشقائنا فى هذه الدول على أولوية أجندتنا.
والجدير بالذكر أن الدورة السابعة من الملتقى تشهد حضور أكثر من 500 قيادة تنفيذية يمثلون كبريات شركات المقاولات، والاستثمار العقاري، والطاقة، والمؤسسات المالية والبنكية، وصناديق الاستثمار، لبحث مخططات التنمية الشاملة في القارة الأفريقية والمنطقة العربية، وطرح خريطة المشروعات الكبرى، في ظل التداعيات الاقتصادية العالمية.
ويناقش الملتقى في دورته الحالية عددا من المحاور المهمة، تتضمن: مسارات التنمية فى ظل المتغيرات العالمية، واستراتيجيات التعاون مع الدول الأفريقية والعربية، الى جانب استعراض التجربة المصرية فى التنمية الشاملة والمستدامة، وكذا الجهود المصرية نحو الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية.
ويستعرض الملتقى ضمن محاوره، مشروعات النقل العملاقة كنموذج لتحديث البنية التحتية بالدول الأفريقية، مع عرض دور مؤسسات التمويل فى نمو تصدير صناعة التشييد بالخارج، وكذا عرض نماذج للمشروعات القومية بمصر، وتمهيد الطريق للشركات المصرية للتوسع خارجيا، فضلا عن استعراض مخططات النمو بالدول العربية والأفريقية وتأثيرات الأوضاع الاقتصادية العالمية.
كما تستعرض النسخة الحالية خطة مصر في إطار التحول نحو البناء الأخضر والتنمية المستدامة لتحقيق أهداف استراتيجية 2030، وذلك اتصالاً باستضافة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 27)، والمقرر إقامته بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022.
ويعد ملتقى “بُناة مصر” أحد الأحداث المهمة في قطاع المقاولات والتشييد والبناء في مصر والذي يعقد سنوياً منذ 2014، كما تتضمن أجندة الملتقى سنوياً عدداً من الملفات المهمة والحيوية التي تحكم صناعة البناء والتشييد في مصر.