عقدت سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءًا افتراضيًا للاطمئنان على أبناء الجالية المصرية في تركيا، بعد توابع الكارثة الإنسانية التي لحقت بعدد من الدول، وذلك بمشاركة عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة للجاليات، والطالب شادي السروي، ممثل مركز حوار وزارة الهجرة لشباب الدارسين، وكذلك شباب من الدارسين والطالب بكلية العلوم قسم الفيزياء جامعة أنقرة، وعدد من الطلاب الدارسين في مختلف الولايات التركية.
ومن جانبها، أكدت الوزيرة أننا حريصون على متابعة أبناءنا في أي مكان في العالم، والوقوف على احتياجاتهم خلال هذه الأزمة، مضيفة أننا نتابع الموقف عن كثب مع السفارة المصرية في تركيا في اطار تنسيق وتكامل الجهود للاطمئنان على أبناء الجالية المصرية وموقف الشباب الذي يواجه تجربة انسانية صعبة وأضافت أنه سيتم التنسيق مع وزارة التعليم العالي لإعداد قوائم لمتابعة موقف أبنائنا الدارسين في تركيا.
وأعربت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج عن خالص تعازيها في ضحايا الزلزال ذلك المصاب الجلل الذي أصاب سوريا وتركيا، مؤكدة أن مصر في ظهر أبنائها في أي مكان وتحت أي ظرف، مشيرة إلى حرص القيادة السياسية في مصر على توجيه الدعم للدول المتضررة من الزلزال، سواء تركيا أو سوريا.
وأضافت جندي أن الموقف في تركيا صعب في الجنوب وهو موقع لا يتمركز فيه أعداد كبيرة من المصريين لكن نعلم بوجود مجموعات من الطلبة المصريين هناك، مؤكدة أن هناك متابعة مستمرة من وزارة الهجرة مع الطلاب المصريين من خلال مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج “ميدسي”، لافتة إلى نجاة أحد الشباب الدارسين يدعى “معاذ” ويدرس الهندسة بتركيا، واستطاع زملاؤه التواصل معنا والتواصل على أرقام الطوارئ التركية، بعد تأكدهم من وجوده تحت الأنقاض وتم إنقاذه.
وأكدت وزيرة الهجرة أن هناك تنسيقا مستمرا مع وزارة الخارجية والسفارة المصرية في أنقرة، لمساعدة من فقدوا أوراقهم الثبوتية من الطلاب الدارسين في تركيا، بجانب انعقاد دائم للجنة إدارة الأزمات بوزارة الهجرة، واقتراح خطط بديلة لاستكمال الدراسة في مصر لمن تضررت جامعاتهم حال رغبتهم في العودة ، وكذلك تلبية احتياجات من يواجهون تحديات في الوقت الحالي في مناطق الكارثة.
وتابعت سها جندي موقف عدد من الطلاب في “كهرمان مرعش”، والتي شهدت تداعيات سلبية نتيجة الزلزال، وأطمأنت على سلامتهم وحالتهم النفسية بعد ما عايشوه من كارثة إنسانية، نتمنى مرورها بسلام.
وقالت وزيرة الهجرة إننا نتابع الموقف أولا بأول مع أبنائنا في تركيا، ونعمل على التنسيق لضمان سلامتهم وعودتهم حال تطور الأمور واستمرار توقف الجامعات، مع ارتفاع الوفيات والإصابات نتيجة الزلزال، مثمنة الدور المجتمعي الهام الذي قامت به عدد من شركات الاتصالات في مصر بتقديم خدمات الاتصال المجاني من مصر لتركيا ، لمدة أسبوع مجانا حتي يتمكن الأسر من الاطمئنان على ذويهم.
وأشادت وزيرة الهجرة بحرص شبابنا الدارسين بالخارج على اكتساب العلم والمعرفة في تخصصات دقيقة، مرحبة بانضمام الباحثين والدارسين بالخارج لمجلس شباب الباحثين المصريين بالخارج الذي تعتزم الوزارة تشكيل نواته حاليا.
ومن جانبه، أوضح شادي السروي، ممثل مركز وزارة الهجرة للحوار في تركيا، أن المعلومات المتاحة الآن أن جميع الطلاب المصريين في تركيا في أمان، ولم تحدث وفيات منهم، مشيرا إلى أن مركز الزلزال كان في الجنوب التركي، في حين يتركز أغلب المصريين في الشمال والشرق والغرب، ويتواجد مجموعات من الطلاب في الجنوب ، مؤكدا أن هناك متابعة مستمرة مع وزارة الهجرة والسفارة المصرية في تركيا.
وأضاف السروري أن هناك عددا من الجامعات أعلنت تأجيل الدراسة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين وأخرى اعلنت تعليق الدراسة لفترة مفتوحة، مؤكدا الحرص على التواصل بين جميع الشباب المصري الدارسين في تركيا، للاطمئنان على بعضهم البعض، وتقديم الدعم لقاطني المناطق المتضررة، واستضافتهم في مدن أخرى أقل تضررا، مثمنا متابعة الدولة المصرية لموقف أبنائها والاطمئنان عليهم أولا بأول.
واستمعت وزيرة الهجرة لطلبات شباب الدارسين المشاركين في اللقاء، من دعم توفير أوراق ثبوتية لمن فقدها خلال الزلزال، وايجاد آلية لمعرفة كل الطلبة في تركيا للاطمئنان علي أوضاعهم ، فضلًا عن اسئلة حول امكانية توفير اماكن في الجامعات المصرية حال استمرار تعليق الدراسة او حدوث مستجدات.
وفي ختام اللقاء، أكدت وزيرة الهجرة أن مصر تساند أبناءها في كل المواقف، وأننا حريصون على التخطيط لمستقبل أولادنا، وأننا متابعون على مدار الساعة لكل المستجدات، وننسق الجهود مع كل الوزارات والمؤسسات المعنية، سواء من حيث الأوراق الثبوتية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، أو استكمال الدراسة، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، وكذلك مع وزارة الطيران المدني للتنسيق لكل الخطط المطروحة.
وتابعت وزيرة الهجرة أن هذه الأزمة لن تؤثر في مستقبل أولادنا، وجاهزون بكل البدائل، حرصا على مستقبل أولادنا، مشيرة إلى أنهم يدرسون في تخصصات دقيقة يحتاجها سوق العمل المصري، وجامعاتنا أبوابها مفتوحة لأبنائنا.
وفي رسالة لعائلات الشباب المصري الذين يدرسون في تركيا، قالت وزيرة الهجرة إن بلدنا قوية، ولن نألو جهدا في دعم أولادنا وتسهيل التواصل بين الشباب في مختلف المدن المنكوبة والاطمئنان على انتقالهم لأماكن آمنة لحين استقرار الأوضاع، في المدن الأكثر تضررًا ، ومن بينها: كهرمان مرعش، ديار بكر، ملاطيا، سمسور، أورفا، كيليس، ديلوك، هاتاي، عثمانية، وغيرهم.
وأكدت وزيرة الهجرة تخصيص مجموعة عبر الواتساب للمتابعة اللحظية لموقف أبنائنا الدارسين في تركيا، كما خصصت وزارة الخارجية المصرية أرقام هواتف على مدار الساعة للإبلاغ عن مفقودين أو مصابين أو طلب مساعدة في أنقرة ودمشق، كما تم الإعلان عن إرسال فرق إغاثة لدعم جهود الإنقاذ في الدولتين.
وأثنت وزيرة الهجرة على الشباب المصري الذي يواجه بثبات وايمان أحد أصعب الفواجع الانسانية ، متمنية لجميع المصريين بتركيا وسوريا السلامة وأن تمر تلك الأزمة بسلام .