يواصل سعر الذهب في مصر تحطيم الأرقام القياسية في أسواق الذهب المحلية اليوم الخميس، حيث ارتفعت أسعار الذهب لتسجل أعلى مستوى تاريخي جديد وسط تحركات إيجابية في أسعار المعدن النفيس بدون سقف توقعات تقريبا الأمر الذي يعكس الوضع الحرج الذي تمر به الأسواق حاليا، وفق تحليل جولد بيليون.
وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم 2570 جنيه للجرام وهو أعلى مستوى تم تسجيله، ليسجل الذهب ارتفاع منذ بداية شهر ابريل بنسبة 16.3% ليربح 360 جنيه للجرام، بينما منذ بداية عام 2023 ارتفع سعر الذهب بمقدار 880 جنيه ليسجل ارتفاع بنسبة 52%، من جهة أخرى سجل سعر الجنيه الذهب خلال جلسة اليوم 20560 جنيه.
وأشار التقرير إلي استمرار ارتفاع أسعار الذهب بدون ضوابط وتسجيله أعلى مستويات تاريخية يأتي في ظل ترقب الأسواق لأي تحركات في سعر صرف الجنيه عقب انتهاء عطلة العيد الطويلة، مما يبقي الطلب على الذهب كملاذ آمن عند أعلى مستوياته، خاصة أن الطلب على الذهب يتزايد بشكل طردي مع ارتفاع الأسعار.
وأكد التقرير أن أسعار الذهب الحالية مبالغ فيها ولا تعكس السعر الحقيقي، وأن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو لجوء المواطنين إلى شراء الذهب كمدخرات وملاذ آمن الأمر الذي دفع أسعار الذهب إلى التزايد بسبب تزايد الإقبال عليه.
سعر الأونصة العالمية يستمر في التداول تحت المستوى 2000 دولار وبالرغم من هذا تستمر أسعار الذهب محلياً في تسجيل مستويات قياسية بشكل يومي ، وذلك بسبب المخاوف من حدوث خفض في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وبالتالي تراجع قيمته الشرائية.
تحليل السوق العالمي
عادت أسعار الذهب عالمياً إلى الارتفاع اليوم الخميس بعد انخفاض أمس ليستمر التذبذب في السيطرة على تحركات المعدن النفيس هذا الأسبوع في ظل ترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية التي تبدأ في الصدور اليوم وقبل اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع المقبل، بحسب gold Bullion
وارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس بنسبة 0.5% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1999.18 دولار للأونصة لتستقر تداولات هذا الأسبوع تحت المستوى 2000 دولار للأونصة.
منذ وصول أسعار الذهب لأعلى مستوى هذا العام في منتصف ابريل الجاري عند 2048.76 دولار للأونصة بدأ الذهب في حركة تصحيح سلبية دفعته إلى تسجيل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1969.16 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى التداول منذ بداية هذا الأسبوع تحت المستوى 2000 دولار للأونصة.
وجد الذهب الدعم اليوم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي في ظل توقعات بتزايد علامات الركود الاقتصادي خاصة بعد بيانات ثقة المستهلكين الأمريكية هذا الأسبوع التي سجلت أدنى مستوياتها في 9 أشهر.
بالإضافة إلى هذا عادت المخاوف بشأن الأزمة المصرفية إلى الساحة من جديد وهذه المرة التركيز على بنك فيرست ريبابليك الذي أعلن هذا الأسبوع عن نتائج أرباح سلبية بشكل كبير أظهرت خروج ودائع من البنك تصل إلى 100 مليار دولار، الأمر الذي دفع أسهم البنك إلى الانهيار لتفقد نصف قيمتها تقريباً هذا بالإضافة إلى تقارير أفادت عدم نية الحكومة الأمريكية التدخل لإنقاذ البنك مثلما حدث مع بنك سيليكون فالي وسيجنتشر.
واستغل الذهب هذه العوامل ليعود اليوم إلى التعافي بعد انخفاض الأمس، ولكن يبقى التركيز على البيانات الاقتصادية الهامة التي تصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي، حيث من المتوقع تسجيل القراءة المتقدمة للناتج المحلي للربع الأول نمو بنسبة 2.0% مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 2.6%. كما تترقب الأسواق بيانات طلبات اعانات البطالة لرسم صورة عن وضع قطاع العمالة الأهم في الاقتصاد الأمريكي.
و تصدر غدا بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر مارس والذي يعد مقياس التضخم المفضل من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث تعد هذه البيانات هي الأخيرة قبل قرار البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.
الاحتمالات الخاصة بأسعار الفائدة تشير إلى أكثر من 80% بقيام الفيدرالي برفع الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع القادم، بينما اختفت التوقعات الخاصة برفع الفائدة في اجتماع شهر يونيو، وظهر توقعات جديدة تشير إلى خفض الفائدة خلال النصف الثاني من العام بالرغم من عدم إشارة أي من أعضاء البنك لهذا.
عودة الأزمة المصرفية والقراءات الاقتصادية الضعيفة للولايات المتحدة زادت الرهانات على التوقف المؤقت في رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، فالكثير يتوقف الآن على قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة وقد يشهد الذهب مزيدًا من التقلبات بسبب الدولار.