تستمر أسعار الذهب في الانخفاض التدريجي في ظل تراجع الطلب المحلي خلال هذه الفترة بالإضافة إلى عدد من التحركات من قبل الحكومة والجهات المعنية لتحقيق الاستقرار في الأسواق بشكل عام وهو ما انعكس على أداء الذهب.
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الثلاثاء 2285 جنيه للجرام منخفضا بمقدار 45 جنيه عن سعر افتتاح الأمس، بينما سجل الجنيه الذهب اليوم 18280 جنيه، بحسب جولد بيليون
وعند مقارنة سعر اليوم بأعلى سعر تم تسجيله للذهب عند 2800 جنيه للجرام، نجد أن السعر انخفض بنسبة 18.4% تقريباً وفقد 515 جنيه من قيمته في فترة زمنية قليلة نسيباً، وهو ما يدفع البعض ليشير أن الارتفاعات القياسية التي شاهدنها في أسعار الذهب سابقاً كان مبالغ فيها ولا تعبر عن السعر الواقعي.
السبب الرئيسي وراء الارتفاعات الحادة في أسعار الذهب كان الطلب المحلي الحاد على المعدن النفيس كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم وضد التوقعات بخفض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار من جديد، في الوقت الذي كانت تعاني فيه الأسواق من تراجع في المعروض من السبائك والعملات الذهبية مما تسبب في حالة من التسعير المبالغ فيها للذهب.
وبعد أن استوعبت أسواق الذهب هذا الطلب الحاد عادت الأسعار إلى التراجع التدريجي كما نشهد حالياً، بمساعدة دعم من عدة مبادرات كان أهمها السماح بواردات الذهب بدون جمارك أو رسوم إلى جانب خفض قيمة المصنعية على المشغولات الذهبية لتقليل الطلب على السبائك والعملات الذهبية، ودعم أسواق المشغولات التي عانت من الركود خلال الفترة الأخيرة، بحسب تحليل جولد بيليون.
وأشار التحليل إلي أن الإعلان عن صندوق الاستثمار الأول في الذهب في مصر، والذي سيساعد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار في أسواق الذهب كونه يفتح الباب أمام جذب استثمارات في الذهب بعيد عن أسواق الذهب الفعلي مما يقلل من الطلب ويعيد التسعير في أسواق الذهب الفعلية إلى التماشي مع التسعير العالمي للذهب.
تراجع أسعار الذهب عالمياً
عاد الذهب إلى الانخفاض خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد مكاسب ضعيفة سجلها يوم أمس، يأتي هذا في ظل تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي قللت من فرص خفض أسعار الفائدة هذا العام بالإضافة إلى التوترات بشأن أزمة الدين الأمريكي والاجتماع المرتقب لصانعي القرار اليوم.
انخفضت أسعار الذهب الفورية اليوم بنسبة 0.3% لتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2009 دولار للأونصة، بينما سجل الذهب أدنى مستوى اليوم عند 2002 دولار للأونصة مقترباً من المستوى النفسي 2000 دولار.
على الرغم من التراجعات في أسواق الذهب التي نشهدها منذ الأسبوع الماضي، لكن تظل التداولات فوق المستوى النفسي عند 2000 دولار للأونصة، وهو الأمر الذي يعد داعم لأسعار الذهب حيث يمكنها الارتداد لأعلى مرة أخرى بسهولة من هذه المستويات.
علق عدد من أعضاء البنك الفيدرالي على أوضاع السياسة النقدية، وقللوا كثيراً من فرص خفض أسعار الفائدة هذا العام وهو الأمر الذي يقلل من دعم أسعار الذهب، كما أشار أعضاء البنك عن عدم اليقين بشأن ما إذا كان البنك الفيدرالي سيوقف رفع أسعار الفائدة مؤقتاً في اجتماع يونيو القادم.
عضو الفيدرالي نيل كاشكاري رئيس البنك الفيدرالي في مينيابوليس صرح أنه لا يجب أن ننخدع بتراجع بيانات التضخم خلال بعض الأشهر الأخيرة لأن التضخم لا يزال أعلى بكثير من هدف البنك عند 2%، ويحتاج البنك إلى إنهاء مهمته.
كما صرح توماس باركين عضو الفيدرالي الأمريكي في ريتشموند أنه إذا استمر تسارع معدل التضخم فمن الممكن أن نشهد زيادات جديدة في أسعار الفائدة.
يذكر أن أسعار العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي تظهر تسعير باحتمال 79.9٪ أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف رفع أسعار الفائدة في يونيو. وقد تراجع هذا الاحتمال من أعلى من 90% بداية الأسبوع الماضي.
إن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية تعد أمر سلبي بالنسبة للأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب، نظرًا لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب. ولكن من ناحية أخرى من المتوقع أن تدعم المخاوف من الركود الأمريكي والانهيار المصرفي المحتمل الطلب على الملاذ الآمن للمعدن النفيس.