وكالات
يترقب سوق الطاقة وتحديدا النفط والغاز التوترات الجيوسياسية الأخيرة واحتمالية عرقلة الناقلات البحرية خاصة بعد شن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى ضربات عسكرية على الحوثيين بسبب هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ورغم الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية في الفترة الأخيرة إلا أن سوق النفط لم ير تفاعلا لمدة طويلة.
وفي هذا الإطار، توقع مستشار طاقة في شركة “Hawk Energy” خالد العوضي أن تنهي أسواق النفط الشهر الحالي عند قرابة 80 دولارا للبرميل، وذلك رغم التوقعات الضعيفة وانخفاض الطلب دون التوقعات وأيضا مخزونات مرتفعة.
وأشار العوضي، في مقابلة مع “العربية Business”، أن هناك العديد من العوامل “الخفية” التي منعت أسعار النفط من الارتفاع، متوقعا أن تنكشف تلك الأحداث في نهاية الشهر ومن ثم ستبدأ الارتفاعات في الأسعار. وأكد أن المشكلة الحالية هي “اقتصادية سياسية بامتياز”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، إنه يشعر بالقلق إزاء تأثير الحرب في الشرق الأوسط على أسعار النفط.
وفيما يتعلق بقطاع الغاز، أظهرت بيانات تتبع السفن التي تجمعها وكالة “بلومبرغ”، اليوم الاثنين، أن قطر أوقفت مؤقتا إرسال ناقلات الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب بعد أن أدت الغارات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة على أهداف الحوثيين في اليمن إلى زيادة المخاطر في الممر المائي الحيوي.
وأكد العوضي أن الوضع في مضيق باب المندب خطير بالنسبة لإمدادات كل من النفط والغاز، مشيرا إلى أن هناك قابلية لأن تتوسع التوترات والأحداث في البحر الأحمر لتشمل بحر عمان وهرمز وغيرها.
وفي مقابلة الأسبوع الماضي مع “CNBC” الأميركية، قال رئيس أبحاث النفط في “غولدمان ساكس” دان سترويفن: “إذا حدث اضطراب في مضيق هرمز لمدة شهر، فسترتفع الأسعار بنسبة 20%”.
وأضاف سترويفن أنه يمكن إعادة توجيه الشحنات بعيدا عن البحر الأحمر، لكن النفط الخام سيحتجز بشكل أساسي إذا تم إغلاق المضيق. وأضاف أن أي انقطاع طويل الأمد في المضيق قد يؤدي في النهاية إلى مضاعفة أسعار النفط.
وفي حين يرى بنك “غولدمان ساكس” أن هذا السيناريو غير مرجح، يرى بوب ماكنالي من مجموعة “رابيدان” للطاقة أن هناك خطراً بنسبة 30% في أن يتسع الصراع في الشرق الأوسط إلى إيران ويتسبب في انقطاع مادي لتدفقات النفط في الخليج الفارسي”.
أدى التصعيد في المنطقة إلى عرقلة ما لا يقل عن 4 ناقلات للغاز الطبيعي المسال مطلع الأسبوع، بعد أن شنت القوات الأميركية والبريطانية عشرات الضربات الجوية على جماعة الحوثي.
ووفقا لبيانات تتبع السفن من “إل.إس.إي.جي”، تم تحميل ناقلات الغارية والحويلة والنعمان في رأس لفان في قطر وكان من المفترض أن تتجه إلى قناة السويس لكنها توقفت قبالة ساحل عمان في 14 يناير/كانون الثاني. وتوقفت الركيات يوم 13 يناير/كانون الثاني في طريقها بالبحر الأحمر.