قال خالد حميدان محافظ مصرف البحرين المركزي، إن رقمنة الخدمات المالية تشهد تحولاً جذريًا، والتكنولوجيا الرقمية تتغلغل فيه بشكلٍ متزايدٍ وملموك.
وأضاف خلال حديث له في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، أن هناك إمكانية لقيام بنك مركزي رقمي بتوفير بيئة مناسبة لتوطين الحلول الرقمية المالية من جميع أنحاء العالم في نطاقنا القضائي.
وقال: ” إذا افترضنا أن النقد الورقي هو الشكل التماثلي للنقود، والعملات الرقمية هي الشكل الرقمي للنقود الحالي، فمن الواضح أننا نعيش في وضعٍ هجينٍ نستخدم فيه كلا الشكلين، ونعلم أنه في الماضي كان المصرفيون المركزيون يسيطرون على جميع جوانب النقد الورقي، أما الآن فأصبح القطاع الخاص بشكلٍ كبيرٍ في طباعة وتوزيع النقد الورقي”.
وأضاف: “مع القطاع الخاص، نستخدم أسعار الفائدة لإدارة المعروض النقدي ومن المرجح أن يحدث الشيء نفسه مع العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية”، وفقاً لصحيفة الأيام البحرينية.
وأكد أن البنك المركزي سيبقى يلعب دورًا رئيسيًا، ولكن في مرحلةٍ ما، فمن المحتمل أن نتوقف عن تسميتها “عملة رقمية صادرة عن البنك المركزي”، بل ستكون ببساطة الشكل الرقمي للنقود، وفي وقتٍ ما نأمُل أن نتمكن من الانتقال إلى نظامٍ رقميٍ بالكامل.
وأشار إلى وجود جوانب معينة قد تؤدي إلى منافسة مباشرة مع البنوك، ولكن من ناحية أخرى، فإن عملية رقمنة وتوحيد أي شيء ستتيح المجال للابتكار والبناء عليه، فقد يغلق باب صغير.
وتابع: “لكن في المقابل قد تُفتح أبواب كبيرة جدًا بسبب ذلك، وهو ما قد يرحب به البنك نفسه، وأنا أعتقد أنه هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها والبناء عليها باستخدام عملة رقمية صادرة عن البنك المركزي، عملة قوية وآمنة ومستقرة”.
وانطلقت الأحد الماضي في الرياض أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بعيداً من منتجع دافوس في سويسرا، بمشاركة نحو 1000 مسؤول من 92 دولة، يناقشون على مدى يومين التوترات الجيوسياسية وعلى رأسها الحرب المشتعلة في غزة، وفرص سد الفجوة بين الشمال والجنوب، وإيجاد حلول مستدامة للتحديات الاقتصادية، تحت شعار “التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية”.
ويهدف المنتدى لتعزيز الحوار بين قادة الفكر حول موضوعات عدة، من بينها التحديات البيئية، ودور الفنون في المجتمع، وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، والعملات الرقمية، والمدن الرقمية، والصحة العقلية، وسيوفر المنتدى فرصة ملائمة للطلاب ورواد الأعمال والمهنيين الشباب لمناقشة واستكشاف هذه القضايا المهمة.