أ ش أ
أشاد وزير السياحة والآثار الأردني، مكرم القيسي، بالعلاقات المصرية ـ الأردنية في كافة المجالات وخصوصا في قطاع السياحة والآثار، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتكامل في هذا القطاع، وخصوصا فيما يتعلق بمشروع مسار العائلة المقدسة في مصر والأردن.
وقال القيسي، إن مصر تمتلك مسارا كبيرا للعائلة المقدسة؛ حيث عاشت العائلة المقدسة وقتا كبيرا في مصر يزيد على 3 سنوات، مشيرا إلى أن الأردن يمتلك مسارا محدودا ومحصورا للحج المسيحي ونسعى دائما للتعاون مع الأشقاء في مصر.
وأضاف أنه بالفعل تم التباحث مع الأشقاء في وزارة السياحة المصرية في وقت سابق بشأن كيفية التعاون في هذا المسار المقدس، موضحا أن التعاون والتكامل هو أساس العلاقات المصرية الأردنية في مختلف المجالات ومنها السياحة والآثار.
وأعرب عن تطلعه أن يتم إعادة مباحثات هذا الملف والوصول إلى توأمة بشأن مسار العائلة المقدسة والحج المسيحي في مصر والأردن، مؤكدا أن التفاهم والتشاور بين القاهرة وعمان مفتوح دائما والتواصل لم ينقطع أبدا.
وأشار القيسي إلى أن أوجه التعاون والتنسيق والتبادل في قطاع السياحة بين مصر والأردن تسير في خطوات ثابتة وكبيرة ودائما هناك رغبة مشتركة لتحقيق نتائج إيجابية في هذا القطاع، بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق فوائد مشتركة، وخصوصا في ظل الأوضاع الإقليمية والعالمية التي دائما ما تؤثر على قطاع السياحة.
إدراج “أم الجمال” على لائحة التراث العالمي:
وحول إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لموقع “أم الجمال” على لائحة التراث العالمي الأسبوع الماضي، أوضح وزير السياحة والآثار الأردني أن موقع أم الجمال يعد الموقع السابع في الأردن الذي يتم إدراجه على لائحة التراث العالمي، وهو ما يمثل انعكاسا للعالمية على هذا الموقع الأثري الفريد من نوعه.
ولفت إلى أن الأردن نجح خلال 25 عامًا- وهو عهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني- من تجميع وثائق وتجهيز ملفات 5 مواقع أردنية أثرية وتاريخية وثقافية وتم إدراجها جميعا على لائحة التراث العالمي للمنظمة وآخر هذه المواقع “أم الجمال”.
وأكد أن هذا الإدراج العالمي يمثل إنجازا أردنيا تحقق بفضل التشاركية بين مؤسسات الدولة الأردنية ودعم وتوجيهات الملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى أن موقع “أم الجمال” يتمتع بتعدد الحضارات؛ حيث توجد بين جدرانه نقوش نبطية ولاتينية وعربية ما يدلل على أنها مهد للحضارات.
ورأى وزير السياحة والآثار الأردني، أن هناك العديد من المواقع المشابهة لأم الجمال منها ما تم إدراجه ومنها ما لم يدرج، وهذا ما يميز هذا الموقع، حيث إنه له قيمة ثقافية وتاريخية وحضارية، موضحا أن منظمة “اليونسكو” أدرجت موقع “أم الجمال” نظرا لأنه صمد أمام العوامل البيئية والمناخية والجغرافية وأيضا صموده أمام عوامل الطبيعة من زلزال وغيرها، مما يؤكد أنه له قيمة كبيرة.
وحول أهمية إدراج موقع “أم الجمال” وانعكاساته العالمية.. قال القيسي، إن هذا الإدراج سيزيد من أهمية “أم الجمال” سياحيا وثقافيا وتاريخيا، مشيرا إلى أن هذا الإدراج سيصل بموقع “أم الجمال” إلى العالمية، مما سيزيد من عدد السائحين لديه ويجعله قبلة للسائحين الباحثين عن الاختلاف والمعرفة.
وتابع أن هذا الإدراج العالمي ستكون له أبعاد اقتصادية على موقع “أم الجمال” والقرى المجاورة لها وكذلك المواقع الأثرية والسياحية في الأردن، مشيرا إلى أن المجتمع المحلي الأردني سيكون له نصيب كبير من هذا الانعكاس العالمي على موقع “أم الجمال”.
ربط مواقع الحج المسيحي بالأردن:
وبشأن وجود عدد من الكنائس في “أم الجمال” وإمكانية ربط هذه المواقع المسيحية بغيرها من المواقع الأخرى المنتشرة في الأردن وخصوصا المغطس باعتباره أيضا موقعا عالميا تراثيا.. قال وزير السياحة والآثار الأردني، إن المملكة بها 42 موقعا لمسار الحج المسيحي في العديد من الدروب والأماكن مذكورة في الكتاب المقدس، مشيرا إلى أن 5 مواقع من مسار الحج المسيحي معترف بها من قبل الفاتيكان فقط، ونعمل على ربط 3 مواقع منها؛ تم إنجاز المرحلة الأولى بطول 17 كيلومترا، وجار العمل في المرحلتين الثانية والثالثة.
ونوه إلى أنه سيكون هناك ترويج للكنائس التي تتواجد في “أم الجمال” وسنعمل على تقديمها لمن يريد زيارتها، مشيرا إلى أن مدينة “أم الرصاص” هي موقع أثري عالمي أيضا في الأردن وبه 16 كنيسة تحكي تاريخ الإنسانية وكيف كان في أراضي العالم العربي منذ زمن الحضارات وقبل أن يعرفه العالم الغربي الذي يدعون إلى احترام حقوق الإنسان ونحن كعرب أول من احترم حقوق الإنسان وحافظ على السلام ومفهوم التسامح وقبول الآخر وهذا موجود في مواقعنا التاريخية والأثرية وكيف حافظ العرب على كنائس الأديان الأخرى منذ 1500 عام.
وحول خطة تطوير موقع “أم الجمال” عقب إدراجه على لائحة التراث العالمي، قال وزير السياحة والآثار الأردني، إن هذه الخطة تم وضعها بالفعل قبل شهور من تقديم ملف الموقع لمنظمة “اليونسكو”، لأننا كنا واثقين من إدراجه، مشيرا إلى أن جميع مؤسسات الدولة الأردنية وخصوصا مجلس محلي المدينة وأعضاء الجمعيات الأهلية الموجودة بالمدينة لديها خطة ورغبة في تقديم “أم الجمال” للعالم في أزهى صورة تتناسب مع قيمتها التاريخية والثقافية.
كما أكد القيسي أن الحكومة الأردنية، عبر وزارة السياحة والآثار، رصدت مبالغ كبيرة من أجل إعادة ترميم وتطوير وتقديم خدمات حيوية في موقع “أم الجمال”، ويتم العمل عليها حاليا، مشيرا إلى أن بوابة دخول الموقع يتم حاليا ترميمها لتكون جاهزة قريبا لاستقبال الزوار، بالإضافة إلى موقع المضيفة الخاصة بالمدينة.
وحول ضرورة توفير خطة أمنية لموقع “أم الجمال” خصوصا أنها مدينة حدودية.. قال القيسي إن نعمة الأمن والأمان موجودة في الأردن وهناك تواجد أمني على كافة الحدود الأردنية، والمملكة تعيش حاليا في عهد الملك عبدالله الثاني عصر الأمن والاستقرار والأمان ولا نحتاج إلى أي خطة أمنية لحماية “أم الجمال”.