تنطلق صباح اليوم، الاثنين 16يناير، فاعليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته السنوية الثالثة والخمسين تحت شعار ” التعاون في عالم مجزأ ” بمنتجع دافوس السويسري، ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل، من أجل إعادة بناء الثقة وإنشاء المبادئ والسياسات والشراكات المطلوبة لمواجهة تحديات عام 2023.
سيكون منتدى هذا العام هو الأول في موعده المعتاد في منتصف يناير منذ ظهور وباء كوفيد-19، فقد تم إلغاؤه عام 2021 وتأجيله إلى مايو من العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض الحضور.
ويجمع المنتدى حوالي 2500 من رؤساء الدول والحكومات، والرؤساء التنفيذيين للشركات، ومراكز الأبحاث وممثلي المجتمع المدني، وأعضاء وسائل الإعلام الدولية، وقادة شباب من إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.
وستجتمع النخب السياسية والتجارية من جميع أنحاء العالم وسط أزمات وتحديات ورياح معاكسة تظلل مختلف القضايا والملفات المطروحة على جدول الأعمال وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات المتزايدة بين الصين والغرب، ونقص الغذاء في العديد من الدول، وحالة الفوضى التي تعم التجارة الدولية، ومسألة كيفية التصدي لتغير المناخ التي لم تحل بعد، فضلا عن الواقع الجديد الذي أثارته جائحة كوفيد-19.
وقال بورج بريندي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، إن المنتدى ينعقد في ظل الخلفية الجيوسياسية والاقتصادية الأكثر تعقيدا منذ عقود، وإن الكثير من الملفات ستكون على المحك.
يتضمن جدول الأعمال مئات الجلسات العامة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تتراوح بين الأزمات الجيوسياسية والعولمة والتنمية والابتكار الاقتصادي والتقنيات الخضراء والجهود المبذولة لتعزيز التنوع، وسيكون هناك عدد لا يحصى من الاجتماعات الخاصة على هامش المنتدى، كما يتضمن برنامج الاجتماع ندوات ومحاضرات ومقابلات تركز على البحث عن حلول والتعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة هذه التحديات.
ومن المتوقع أن يضع التهديد المتمثل بالاضطرابات الاجتماعية همم النخب السياسية والاقتصادية أمام الاختبار مع انطلاق جلسات المنتدى مع بداية عام جديد يصعب التكهن بنتائج أزماته وملفاته
وقال خبراء المنتدى إن الاقتصاد الدولي يواجه رحلة شاقة خلال الأشهر المقبلة، حيث يهدد ارتفاع التضخم وانخفاض النمو وارتفاع الديون، الوظائف والشركات، ووجد تقرير حديث للمنتدى أن أكثر من ثلثي الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تكافح من أجل البقاء، بينما تدفع أزمة تكاليف المعيشة المتزايدة الملايين من الناس حول العالم إلى براثن الفقر.
وفي تقرير عن المخاطر العالمية خلال العام الجديد صنف منتدى دافوس الاقتصادي، أزمة كلفة المعيشة المستمرة كأكبر تهديد للاستقرار على المدى القصير لأنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة الفقر، والجوع، والاحتجاجات العنيفة، وعدم الاستقرار السياسي.
ويقوم المنتدى بنشر تقرير سنوي عن المخاطر، يستند فيه على استطلاع للرأي يستهدف الحكومات، والأكاديميين، والشركات، والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم، لغرض التعرف على آرائهم فيما يتعلق بالتحديات الأكثر أهمية التي تواجه البشر والمجتمع العالمي.
وبحسب التقرير، فلن يتم احتواء الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي المرتبطة بها في الأسواق الناشئة بسهولة، حيث تستمر الضغوط الاقتصادية على شرائح الدخل المتوسط، الأمر الذي قد يشكل تحديات وجودية للعديد من الأنظمة السياسية في جميع أنحاء الكوكب.
ودق التقرير أجراس الإنذار منبها إلى أن تغير المناخ لا يزال أحد أهم المخاطر التي يواجهها سكان الأرض، إذ إنه ضمن أول 5 من بين أكبر 10 مخاطر تواجه العالم خلال الفترة المقبلة.
وشدد التقرير على أن هناك حاجة إلى عمل جماعي منسق قبل أن تصل المخاطر إلى نقطة اللاعودة، ما لم يبدأ العالم في التعاون بشكل أكثر فعالية بشأن التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه، فسيؤدي هذا على مدى السنوات العشر القادمة إلى استمرار الاحتباس الحراري والانهيار البيئي.
وجاء تحذير تقرير المنتدى من المخاطر المناخية على خلفية ما شهده العالم من تداعيات تغير المناخ وعواقبه الوخيمة على كوكب الأرض العام الماضي، ففي الولايات المتحدة تسببت العواصف وحرائق الغابات والأعاصير وموجات الجفاف الشديدة بخسائر تجاوزت 165 مليار دولار، ووفاة ما لا يقل عن 474 شخصاً.
وقال تقرير حكومي إنه على مدى السنوات السبع الماضية، تسببت 122 كارثة منفصلة تبلغ خسائر كل منها مليار دولار، في مقتل ما لا يقل عن 5000 شخص وكلفت الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار من الأضرار.