تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تنطلق فعاليات الدورة الثالثة لقمة المرأة المصرية المهنية في 3 و 4 مارس المقبل، والتي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة والاتحاد الأوروبي ، وسط حضور حشد نسائي دولي ومحلي موسع، حيث يشارك في الفعاليات نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتخصصين وممثلي المنظمات الدولية، وقيادات نسائية رفيعة المستوى، إلى جانب ممثلي شباب الجامعات من الطالبات وأصحاب المبادرات التنموية.
تستهدف القمة التي تنطلق دورتها الجديدة تحت عنوان «360 درجة نحو حياة نسائية مزدهرة »، تمكين التغيير وبناء قوة المرأة على أرض الواقع في حياتها المهنية والإجتماعية، وتبادل المقترحات الفاعلة حول كيفية مواصلة تقدم المجتمع نحو المساواة بين الجنسين وزيادة عدد النساء في المناصب القيادية، إلى جانب صناعة روابط حقيقية بين السيدات في القطاعات الرئيسية والتى تستهدف الالتزام بمعالجة أكبر التحديات التي تواجهها المرأة المهنية من خلال قوة المشاركة والتواصل المبنيين على العمل والالتزام، وضمان توفير أليات التمويل والتأهيل المطلوبة لتعزيز نجاحات المرأة وتأكيد دورها في تسريع أهداف التنمية.
وتعزز القمة عبر فعالياتها المتعددة من صناعة دوائر اتصال مستدامة بين الكوادر النسائية بجميع المجالات، لتعزيز مستويات الإلهام للأجيال الجديدة في تحقيق تجاربهن الخاصة والوصول لمستويات قياسية من النجاح، وذلك عبر إطلاق النسخة الأولى من معرض «نساء مصر العظيمات» بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والذي يوثق رحلة نهضة المرأة المصرية على مر العصور ويحوي أكبر موسوعة تعريفية مصورة لأهم الشخصيات النسائية المصرية، واللاتي حققن نجاحات قياسية في العديد من المجالات وسطرن إسمائهن بحروف من ذهب على ذاكرة ومستقبل الوطن، بما يغذي روح الانتماء والإيجابية لدي الأجيال الجديدة الباحثات عن النجاح والتفوق.
كما تشهد فعاليات القمة إطلاق «ملتقى توظيف الأول- تمكين المرأة لتمكين مصر» ، والذي يعزز استكشاف أنواع الوظائف التي تناسب المرأة ويوفر فرص عمل للخريجين وفرص تدريب للطلاب والطالبات للتأهيل الى سوق العمل بالتعاون مع شركاء التنمية لتشكيل حالة من الإيجابية في الملتقى، بالإضافة إلى عقد ورش عمل تهدف الى التوجه الوظيفي الصحيح لاتخاذ قرارات مهنية مستنيرة، وفتح آفاق جديدة لتنمية قدرات الطلاب التنافسية وإعدادهم للحياة العملية، وتخصيص مساحة لكل مؤسسة مشاركة لتقديم معلومات للفتيات المشاركات والدخول في حوارات مباشرة مع الباحثات عن عمل، وتقديم المشورة الوظيفية من خلال الجلسات التفاعلية.
وتستعرض القمة التجارب الملهمة في التوازن بين الجنسين داخل الحكومة والقطاع الخاص ، واستشراف فرص تعزيز الدور المستقبلي للمرأة المهنية عبر اندماج القيادات النسائية مع الأجيال الجديدة الممثلين في القمة من شباب الجامعات والخريجات الجدد للتعريف بالقيمة والرؤى وفرص التواصل وكيفية صناعة تجاربهن الخاصة، في ظل ظروف دولية وإقليمية يصاحبها صراعات جيوسياسـية وركود اقتصادي، تحتاج إلى صوت المرأة المصرية كقوة ناعمة قادرة على صناعة تجربتها والتأثير في محيطها المحلي والإقليمي.
ويشهد الحدث عددا من الفعاليات وحلقات النقاش التي تستهدف تعزيز فرص النمو المهني والإرشاد للمرأة، وفعاليات التواصل في الأعمال الخاصة بكل قطاع لتطوير الحياة المهنية والوصول للمناصب العليا، من ريادة الأعمال للقيادة للعلاقات العامة والتمويل والتألق في الحياة المهنية والتخطيط الاستراتيجي ومهارات القيادة، وتعزيز مهارات التواصل للالتحاق بالوظائف المناسبة.
وتشهد الفعاليات إقامة معرض موسع لرائدات الأعمال، والذي يستهدف تعزيز مشروعات المرأة وإطلاق العنان لإمكانات ريادة الأعمال النسائية وتنمية المهارات للمرأة في مجال ريادة الأعمال وتحفيزها على الدخول في هذا المجال، ومن ضمنها إقامة مسابقة لاختيار افضل مشروع خلال المعرض ومنحه جائزة مادية تعزز من أعماله بالإضافة إلي تقديم الاستشارات الفنية اللازمة.
من جانبها قالت دينا عبد الفتاح مؤسسة ورئيسة منتدى الخمسين سيدة ، إن القمة في دورتها الحالية تستهدف عبر فعالياتها الثرية، إحداث حراك واسع على كافة المستويات لتعزيز تمكين المرأة المصرية وتصحيح كافة المسارات التي تعطل هذا التمكين، وذلك باستراتيجيات قابلة للتنفيذ على المدى القصير، والوقوف على خبرات دولية وإقليمية تسهل الشراكات بين مختلف الجهات الفاعلة لسد فجوة التوزان بين الجنسين، وإقرار إجراءات محفزة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص.
وأضافت أن منتدى الخمسين يحرص بالتعاون مع العديد من الشركاء المحليين والدوليين، على سد الفجوة المعرفية المتعلقة بتمكين المرأة على مستوى المجتمع والمؤسسات المهنية والتعليمية، والمساهمة في بناء إطار موحد يقيم تمكين المرأة بكونه فرصة اقتصادية واعدة خاصة في هذه الظروف والتداعيات العالمية التي تؤثر على الدولة المصرية، وليس مجرد مسئولية مجتمعية أوتحسين للصورة العامة أو مبادرة مؤقتة، وهو ماتسعى إلى تحقيقه الدورة الحالية للقمة بالعديد من المناقشات المفتوحة.
وأشارت دينا عبد الفتاح، إلى أن القمة تأتي في توقيت تحظى فيه المرأة المصرية بالكثير من الاهتمام من جانب القيادة السياسية وتمكينها على كافة المستويات، وهو مادفع لتحسن نسبي واضح في وضع المرأة في مصر ومشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن رغم هذه التحركات الناجزة، لازالت مصر كغيرها من دول المنطقة العربية والقارة الأفريقية تعاني من فجوة متسعة بين الرجل والمرأة خاصة على مستوى المشاركة الاقتصادية والسياسية، وفي هذا الإطار يمكننا طرح بعض النقاط شديدة الأهمية خلال الملتقى حول هذا الملف.