انطلق صباح اليوم نموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بفندق موفنبيك بمحافظة أسوان، والذي يتم تنظيمه بالتعاون بين هيئة الرقابة الإدارية، ومشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة أسوان، وذلك تحت رعاية محافظة أسوان، وبمشاركة 150 طالب وطالبة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة أسوان.
حيث قام الطلاب بتنفيذ محاكاة فعلية للجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد من خلال تمثيل المجموعات الإقليمية المختلفة، ومجموعة من الدول. وشهد فعاليات نموذج المحاكاة ممثلين عن هيئة الرقابة الإدارية، وجاسون تايلور مدير مكتب الحوكمة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
ومن جانبه أعرب جايسون تايلور، مدير مكتب الحوكمة، بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه نموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وقال: “مكافحة الفساد من أولويات مصر والولايات المتحدة، ويسعدنا دعم هذه الجهود من خلال شراكتنا مع هيئة الرقابة الإدارية، فالفساد يضر بالتنمية الاقتصادية طويلة الأجل، ويثير مخاوف استثمارات القطاع الخاص، ويزيد من عدم المساواة، بل إنه يضر بالبيئة. كما أنه يضر بشكل غير متناسب بالفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع فهو أشبه بالورم الخبيث، وللشباب دور كبير في مكافحة الفساد فهم يتأثرون بممارسات الفساد مثلهم مثل الآخرين داخل المجتمع، إن لم يكن أكثر، وبالتالي فإن 1.8 مليار شاب في العالم لديهم مصلحة كبيرة في التصدي له، كما أن لديهم الكثير للإسهام به في جهود مكافحة الفساد، فيمكن للشباب إحداث تغييرات مهمة في المواقف والسلوكيات. إذا أتيحت لهم الفرصة، فيمكنهم توجيه رؤية الأمة للأفضل، وإعطائها الطاقة لمواجهة التحديات الأساسية، إذ يقدم الشباب وجهات نظر جديدة وأفكار مبتكرة. والأهم من ذلك، عندما يبدأ الشباب في مساراتهم المهنية، فإنهم سيحققون أقصى استفادة من أنظمة وخدمات أكثر إنصافًا وشفافية.”
وكانت فعاليات النموذج قد بدأت في شهر فبراير الماضي، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2023-2030ـ، بهدف إتاحة الفرصة للطلاب للتعرف على قضايا مكافحة الفساد وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية على مصر والعالم، وتحليل أهم الجهود الوطنية والدولية المبذولة في هذا الشأن من خلال العديد من الأنشطة والبرامج التدريبية المكثفة، ولقد تقدم للمشاركة في أعمال النموذج نحو 255 طالب وطالبة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة أسوان.
وعلى ذات الصعيد قال اللواء خالد عبد الرحمن مساعد رئيس هيئة الرقابة الإدارية: “بداية أشكر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على دعمها الكبير، وأنا سعيد جدا لوجودي معكم اليوم ليستكمل الشباب مسيرة طويلة من جهود مكافحة الفساد، فنحن هنا لبناء دور مكمل وهام للغاية وهو التوعية، وما نراه اليوم فيما حققه شباب أسوان من نجاح يعطينا أمل وتفاءل بالمستقبل، ويعزز جهود الدولة المصرية في التحول من دولة نامية لدولة متقدمة، والحقيقة أن المحفز الرئيسي لجهود مكافحة الفساد هو وجود إرادة سياسية صادقة وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم.”
وعلى صعيد متصل قال اللواء أشرف عطية محافظ أسوان: “فخور بشباب أسوان وما حققوه من نجاح مميز اليوم، فما يتم من جهود في نموذج المحاكاة يعزز دور هيئة الرقابة الإدارية في الوقاية من الفساد وليس فقط مكافحته، ويجب ألا ننسى كذلك الدور الذي تلعبه الحوكمة في الحد من الفساد، وكذلك التحول الرقمي كسلاح هام في مكافحة الفساد من خلال إبعاد طالب الخدمة عن مقدمها، ولقد أنفقت الدولة المصرية المليارات لتحقيق نقلة كبيرة في أسوان على مختلف الأصعدة.”
ومن الجدير بالذكر أن النموذج هذا العام يعتبر امتداداً للتعاون الوثيق بين مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وهيئة الرقابة الإدارية، حيث تم تنفيذ النسخة الأولى من نموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في 2021، وفي عام 2022 تم تنفيذ نموذج محاكاة مؤتمر المناخ.
ومن الجدير بالذكر أن جمهورية مصر العربية – ممثلة في هيئة الرقابة الإدارية – ترأس حالياً مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وذلك منذ ديسمبر 2021، وسوف تقوم بتسليم رئاسة المؤتمر للولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر المقبل.