استقرت أسعار الذهب اليوم الأربعاء بعد أن سجلت أكبر انخفاض يومي لها منذ شهر خلال جلسة أمس الثلاثاء، وذلك بعد أن صدرت بيانات التضخم الأمريكية لتأتي أفضل من المتوقع لتثير مخاوف استمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة من قبل الفيدرالي الأمريكية لفترة أطول من الوقت.
يشهد سعر أونصة الذهب العالمي تداولات ضعيفة للغاية خلال جلسة اليوم ليتداول السعر حول المستوى 2160 دولار للأونصةوقت نشر التقرير الفني لجولد بيليون، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 1.1% وهو أسوأ انخفاض للذهب في يوم واحد منذ 13 فبراير 2024.
الذهب فقد 24 دولار من قيمته وسجل أدنى مستوى في 3 جلسات عند 2150 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأمس عند المستوى 2158 دولار للأونصة، لينهي الذهب بهذا سلسلة ارتفاع استمرت لـ 9 جلسات متتالية سجل الذهب خلالها أعلى مستوى تاريخي عند 2195 دولار للأونصة.
بيانات التضخم الأمريكية كانت السبب الرئيسي في بدء هبوط أسعار الذهب يوم أمس، فقد أظهرت البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في فبراير بنسبة 0.4% بأعلى من القراءة السابقة 0.3%، بينما ارتفع المؤشر الجوهري بنسبة 0.4% ليوافق القراءة السابقة ولكنه أعلى من التوقعات عند 0.3%.
ارتفاع بيانات التضخم في فبراير يدل أن التضخم متماسك بشكل أكبر من المتوقع، ليهدد هذا بإمكانية استمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت قبل أن يبدأ البنك الفيدرالي في خفضها، خاصة أن التصريحات الأخيرة للبنك الفيدرالي تفيد إلى اعتماد قرار البنك على البيانات الاقتصادية.
بشكل عام استمرت التوقعات في الأسواق أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى البدء في خفض الفائدة في اجتماع شهر يونيو، ولكن احتمال خفض الفائدة تراجع إلى 66% بعد أن كان عند 75% خلال الأسبوع الماضي.
تسبب هذا التراجع في توقعات الأسواق لخفض الفائدة في يونيو إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي يوم أمس، ليستكمل اليوم الارتفاع لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد أن عانى من الهبوط لثلاث أسابيع متتالية مسجلاً أدنى مستوى في شهرين تقريباً نهاية الأسبوع الماضي.
أما عن العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات فقد عاد إلى التعافي منذ بداية الأسبوع بعد أن سجل أدنى مستوى في خمس أسابيع يوم الجمعة الماضي. ليعمل هذا على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب خلال جلسة الأمس بسبب العلاقة العكسية بين المعدن النفيس وكلا من الدولار وعوائد السندات.
اليوم الأربعاء يخلو من البيانات الاقتصادية الهامة، وهو السبب وراء تحرك الذهب في نطاق ضيق خاصة مع محاولة الأسواق توقع الخطوة القادمة للذهب وهلي سيستمر في الهبوط والتصحيح السلبي أم سيكتفي بانخفاض الأمس.
يوم الخميس تصدر بيانات أخرى هامة عن الاقتصاد الأمريكي متعلقة بأسعار المنتجين الذي يعد مؤشر التضخم المتعلق بالشركات والمصنعين، بالإضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة وطلبات اعانات البطالة الأمريكية، وسيكون لهذه البيانات تأثير كبير على مستويات الدولار وتحركات الذهب.
موجة الارتفاع الأخيرة في سعر الذهب العالمي شهدت ضخ سيولة نقدية كبيرة في أسواق العقود الآجلة للسلع كانت السبب وراء الارتفاع السريع والكبير في الذهب، وذلك بسبب المخاوف من دخول أسواق الأسهم الأمريكية في عمليات تصحيح في ظل المستويات القياسية الأخيرة التي سجلتها.
أيضاً استمرار المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية العالمية ساعد على ارتفاع الطلب على الذهب بشكل كبير، فقد واصلت الأسواق مراقبة الهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية من أوكرانيا، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحذير الغرب من أنه مستعد لحرب نووية.
أسعار الذهب في مصر
ارتفع سعر الذهب بشكل طفيف خلال تداولات اليوم الأربعاء، وذلك بعد أن تراجع يوم أمس متأثراً بانخفاض سعر الأونصة العالمية بعد بيانات التضخم الأمريكية، يأتي هذا في ظل استقرار أوضاع سعر الصرف في البنوك والسوق الموازي مما ساعد على تحرك الذهب وفقاً للسعر العالمي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 3090 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد ارتفاع السعر إلى 3100 جنيه للجرام. بينما قد انخفض السعر يوم أمس بمقدار 60 جنيه ليغلق عند المستوى 3090 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3155 جنيه للجرام.
الاستقرار في سعر صرف الدولار في البنوك والسوق الموازي ساعد بشكل كبير على تفاعل الأسواق مع سعر الذهب العالمي الذي استمر في التراجع بشكل كبير يوم أمس، ليدفع السعر المحلي إلى التراجع تحت المستوى 3100 جنيه للجرام.
من ناحية أخرى تشهد أسواق الذهب حالياً تراجع في الطلب مع بداية شهر رمضان، ولكن من المتوقع أن يعود الطلب إلى الارتفاع التدريجي خلال النصف الأخير من الشهر مع اقتراب فترة الأعياد.
من جهة أخرى تشهد الأسواق بشكل عام استقرار خلال هذه الفترة بعد دخول سيولة دولارية كبيرة بعد صفقة الاستثمار في رأس الحكمة واستلام الشريحة الأولى من الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي بمقدار 1.5 مليار، بعد أن رفع الصندوق قيمة القرض إلى 8 مليار دولار من 3 مليار دولار.
أيضاً توجد أخبار عن توقيع اتفاق خلال الأسبوع القادم مع الاتحاد الأوروبي للحصول على تمويل يقترب من 8 مليار دولار، ويكون التمويل على شكل منح وقروض حتى نهاية عام 2027 الأمر الذي يزيد من الحصيلة الدولارية الحالية ويزيد من استقرار الأوضاع.
من جهة اخرى توقع بنك جي بي مورجان العالمي أن يقوم البنك المركزي المصري برفع الفائدة بمعدل 200 نقطة أساس أخرى خلال اجتماعه القادم في 28 مارس بهدف مواجهة التضخم المرتفع، وذلك بعد أن قام المركزي المصري بالفعل برفع الفائدة في اجتماع استثنائي الأسبوع الماضي بمقدار 600 نقط أساس دفعة واحدة.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد أونصة الذهب العالمي تداولات ضعيفة ومحدودة خلال جلسة اليوم الثلاثاء وذلك بعد أن سجلت أكبر انخفاض يومي منذ شهر، يأتي هذا بعد بيانات التضخم الأمريكية التي ساعدت على عمليات البيع، واليوم تترقب الأسواق حركة الذهب وهل يستمر في التصحيح السلبي أم يعود لاستكمال الصعود.
انخفض سعر الذهب محلياً خلال جلسة الأمس بالتزامن مع انخفاض سعر الذهب العالمي، وذلك في ظل استقرار سعر الصرف في البنوك والسوق الموازي الأمر الذي ساعد على تفاعل أسعار الذهب المحلي مع سعر الأونصة العالمية.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي اليوم حول المستوى 2160 دولار للأونصة، بعد أن سجل أدنى مستوى أمس عند 2150 دولار، ويتداول السعر الآن في نموذج هابط مع وجود دعم عند منطقة 2145 – 2150 دولار للأونصة وكسر هذه المنطقة يدفع السعر إلى الهبوط لمستويات 2120 دولار للأونصة.
هذا وتحد تداولات الذهب من أعلى مستوى المقاومة 2170 دولار للأونصة، والذي في حال نجح السعر في اختراقه يفتح الباب لاختبار المستوى 2200 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
تراجع سعر الذهب المحلي يوم أمس ليغلق تحت المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 ولكنه سرعان ما عاد للتداول فوق هذا المستوى خلال جلسة اليوم، حيث لا يعد هذا كسر واضح لهذا المستوى.
تبقى تداولات الذهب داخل نطاق بين 3100 – 3350 جنيه للجرام والخروج من هذه المنطقة قد يحدد اتجاه الذهب، وفي حالة الهبوط سيكون عليه كسر المستوى 3000 جنيه للجرام ليستمر في الهبوك، وسيتوقف هذا على تغيرات سعر الصرف.