أكد خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المشاركون في جلسة “التنقل والسلامة والحد من الانبعاثات الكربونية.. الطريق إلى الاستدامة” ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT 2021 في دورته الخامسة والعشرين المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في منطقة القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس خلال الفترة من 7 إلى 10 نوفمبر.
وشدد الخبراء على أن المدن الذكية أصبحت ضرورة أساسية من أساسيات الحياة، وليست مجرد رفاهية، مشيرين إلى إمكانية تطبيق نماذج المدن الذكية ليس فقط على مستوى المدن الجديدة رغم سهولة التطبيق بها، بل يمكن تطبيقها في المدن القائمة والقديمة أيضًا.
من جانبه قال محمد سامح، رئيس قطاع الابتكار ونمو الأعمال بشركة بنية، مدير الجلسة، إن عوائد المدن الذكية لا حصر لها في تحقيق الشمول الاجتماعي والعوائد والاستثمارات والاستدامة، مشيرًا إلى أن الإنترنت كان في السابق شيئًا واحدًا، ولكن حاليًا أصبح مفهوم الإنترنت في كل شئ، وهذا التحول الكبير يوفر تجميع البيانات، ثم تحليلها، وبالتالي اتخاذ القرارات في أي قطاع أعمال على سبيل المثال قطاع البترول.
وأضاف أن “iot” أصبح مفهوم يعني الأموال IOT is money وليس مجرد وسيلة للرفاهية، وهو الفكر الرئيسي في تطبيق المدن الذكية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع مضاعفة حجم الداتا ١٠ مرات بعد إطلاق شبكات الجيل الخامس.
وأشار إلى تجربة الصين في تطبيق “we chat”، الذي يتم استخدامه في كل المدفوعات هناك، وهو نموذج متميز يسهل على المواطن شراء أي شئ عن طريق هذا التطبيق عن طريق منظومة واحدة فقط.
وقال محمد خليل، رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة العاصمة الإدارية، إن المدن الذكية أصبحت خدمات أساسية عن طريق تطبيقات الموبايل في المدن والمدفوعات والتأمين وغيرها، مشيرًا إلى أن المدن القائمة تتجه نحو نماذج المدن الذكية، وهو ما تستثمر فيه الحكومات حاليًا، لافتًا إلى أن في عام ٢٠٥٠ سيكون أكثر من ٧٥٪ من سكان العالم في المدن الذكية بحسب الدراسات الراهنة.
وأضاف خليل أنه سيتم إطلاق شركة لإدارة خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جميع خدمات العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أنه حاليًا في مرحلة الاختيار بين تحالفات تضم شركات مصرية وعالمي، وسيتم الإعلان عن التحالف الفائز مطلع ٢٠٢٢.
وأوضح أن هذه الشركة ستكون مسئولة عن متابعة الصيانة والأعمال الخاصة بخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرًا إلى أنه جار دراسة العروض المقدمة من جانب التحالفات المتقدمة.
وقال جورج خياط، الرئيس التنفيذي لشركة “إنترأكتيفو”، إن استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات يكون حسب احتياجات المواطنين في أي مكان، مشيرًا إلى أن طرق تجميع البيانات عن طريق إنترنت الأشياء تتيح الاتصال بكل شئ، لتوفير معلومات، مؤكدًا أنه يجب دخول هذه المعلومات على منصة لتحليلها، وبالتالي اتخاذ القرار، وإتاحة الخدمات، ولا يمكن الاستغناء عن أي عنصر من هذه العناصر المشار إليها لتنفيذ مفهوم المدن الذكية.
وأضاف خياط على سبيل المثال سيارات الكهرباء يتم تصنعها في مكان وصناعة الشاحن الخاصة بها في مكان آخر، والمستخدم في مكان ثالث، مشيرًا إلى أنه عن طريق الإنترنت يمكن الاتصال بين كل عناصر هذه المنظومة.
وقال عصام الدالي، رئيس قطاع علاقات التجار والمدفوعات الإلكترونية لمنطقة شمال أفريقيا والمشرق العربي وباكستان بشركة “فيزا”، إن الناتج القومي للمدن الذكية يعود بنتائج كبيرة في العائدات والاستثمارات وتوفير فرص العمل وخاصة في ظل التحول الرقمي والشمول المالي، الذي يحدث في مصر حاليًا.
وأضاف الدالي أن هناك تغيير في فكر استخدام المدفوعات الإلكترونية الذي أصبح ليس مجرد وسيلة فقط للدفع أو التحصيل، ولكن توفير كل ما يحتاجه العميل من خلال منظومة واحدة، مشيرًا إلى أن “فيزا” تعمل في حوالي ٧٠٠ مشروع في مصر ودول المنطقة.
وقال خالد شلبي، نائب الرئيس التنفيذي “إيكوتل هولدنج”، إنه يتم الحديث عن مفهوم المدن الذكية في مصر منذ فترة كبيرة، مشيرًا إلى أن نموذج العاصمة الإدارية الجديدة واحدًا من أهم نماذج المدن الذكية.
وأضاف شلبي أن المدن الذكية تحتوي على تطبيقات وخدمات عديدة أهمها الحماية والأمن، بجانب التوفير والترشيد في الاستهلاك للمرافق مثل الكهرباء والمياه والغاز وغيرها عن طريق الداتا المتاحة من العدادات وهو أهم عناصر المدن الذكية.
وأوضح أن عنصري “الأمن والترشيد” مرتبطين ببعضها البعض، نظرًا لأن أهم عوامل الأمن هو الترشيد في الاستهلاك على المستويات الأعلى للأمن المجتمعي، مشيرًا إلى أنه يمكن تطبيق نموذج المدن الذكية في المدن القائمة في بعض الخدمات مثل توفير الحماية والأمن والترشيد والمدفوعات، وتعتبر أحد عوامل المدن الذكية التي يمكن تطبيقها في المدن القديمة.