التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ألبرت موشانجا، مفوض الاتحاد الأفريقي للشئون الاقتصادية، والدكتورة حنان مرسي، نائب السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وعددا من رجال الأعمال الأفارقة والخبراء المشاركين في مؤتمر “مصر تستطيع .. بالصناعة ، وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج.
جاء هذا على هامش فعاليات الدورة السادسة من مؤتمر “مصر تستطيع .. بالصناعة”، الذي بدأت فعالياته اليوم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور مصطفي مدبولي عن ترحيبه بمشاركة مفوض الاتحاد الأفريقي للشئون الاقتصادية، ووفد رجال الأعمال الأفارقة والخبراء في المؤتمر، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية، وكذلك تعزيز العلاقات بين مجتمعات رجال الأعمال.
وأشار رئيس الوزراء، في هذا السياق، إلى دعم مصر الكامل لأنشطة اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، واصفاً إياها بالبداية الواعدة نحو التكامل القاري في أفريقيا.
وأكد مدبولي أن الأزمات العالمية المتعاقبة لم تجعل أمام القارة الأفريقية خياراً سوى تسريع وتيرة التكامل القارية، واستغلال مقدراتها ومواردها الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إذا ما أردنا حقاً الحديث عن مستقبل أفريقيا، قائلاً: لعل تداعيات هذه الأزمات خير دليل على ضرورة أن نجعل من أفريقيا قارة مكتفية ذاتياً، ومشيراً في هذا السياق إلى أهمية استغلال الفرص الهائلة التي تتيحها اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الجهود التي قامت بها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية من أجل إرساء قواعد بنية تحتية عالمية ليس بهدف خدمة مصر فقط، وإنما لخدمة القارة الأفريقية أيضاً، من أجل تسهيل حركة التجارة البينية وفتح آفاق غير محدودة المدى للتعاون الاقتصادي والتجاري بما يحقق التكامل الإقليمي المرجو، لافتاً في هذا الإطار إلى مشروع الخطوط الثلاثة للقطار الكهربائي السريع، الذى تنفذه مصر لتقديم منظومة نقل حديثة تكاملية تربط موانئ البحر الأحمر بموانئ المتوسط، وتصل إلى حدود مصر الجنوبية مع السودان، منوهاً إلى أنها تخدم أيضاً عملية الربط الإقليمي مع القارة الأفريقية.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية الإسراع في بناء قاعدة بيانات عن الصناعات المتواجدة بالقارة الأفريقية للتعرف على الفرص المتاحة والاحتياجات المطلوبة بين دولنا الأفريقية، وتنفيذ شبكة طرق تربط بين الدول الأفريقية، وقال رئيس الوزراء: إنني أنقل إليكم رؤية القيادة السياسية بأن الدولة المصرية تولى اهتماماً بالغاً بالقارة الأفريقية، وراغبة في تعزيز التعاون معها على كافة المستويات.
من جانبه، أعرب ألبرت موشانجا، مفوض الاتحاد الأفريقي للشئون الاقتصادية عن إعجابه بعملية التطوير والتنمية الشاملة التي تشهدها مصر، والتي حرصت خلالها على تعميق الصناعة المحلية واستخدام المكونات المحلية، كما تطرق إلى أهمية تعزيز دور القطاع الخاص لتحقيق التنمية المرجوة في أفريقيا، داعياً رجال الأعمال المصريين إلى لعب دور أكبر في مجلس الأعمال الأفريقي وتعزيز التداول في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وفي سياق متصل، أشار موشانجا إلى منصة التبادل التجاري الأفريقي (ATEX) التي تم إطلاقها مؤخراً لتكون بمثابة منصة للتجارة الإلكترونية وسوق رقمي لاستكشاف الفرص التجارية بين الدول الأفريقية، كما أكد على أهمية توسيع المشاركة الفعالة لمصر في معرض التجارة البينية في أفريقيا.
من جانب آخر، أشار موشانجا إلى الجهود التي تتم من أجل التوصل لسبل تحقيق الاكتفاء الذاتي في أفريقيا، ووضع معايير ومواصفات موحدة للمنتجات الأفريقية لتعزيز مكانتها في السوق الأفريقي، وتأهيلها للمنافسة في الأسواق العالمية.
وأكد الحضور أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة في ظل الأزمة الروسية – الأوكرانية لتعزيز الاعتمادية الإقليمية، ووضع برامج فورية تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والسلع الأساسية.