أكد عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الاماراتي، أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثل نموذجاً فريداً ومتقدماً على مستوى العالم في الشراكة والتكاتف والعمل المشترك، مدعومة بالإرادة المتبادلة والتوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة في كلا البلدين، وتعززها أواصر الأخوة ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا، والتعاون الوثيق في كافة المجالات التنموية، ولا سيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية.
جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي مع كل من عبد الله الجدعان وزير المالية والاقتصاد والتخطيط المكلف بالمملكة العربية السعودية، و الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي، بحضور الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، و الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية.
وبحث الجانبان خلال الاجتماع أوجه التعاون الإماراتي السعودي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية خلال المرحلة المقبلة مؤكدين الدور الاستراتيجي الذي يؤديه مجلس التنسيق السعودي الإماراتي كمنصة رئيسية لدفع وتخطيط جهود ومبادرات الشراكة والتعاون بين البلدين وفق رؤية طويلة الأمد.
وتناول الاجتماع سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة إلى مستويات جديدة، عبر زيادة وتنويع التبادل التجاري وتسهيل حركة السلع والمنتجات بين دولة الإمارات والمملكة، وتنمية العلاقات التجارية الخليجية مع الأسواق العالمية، وتعزيز التواصل على مستوى القطاع الخاص لإقامة أنشطة تجارية وشراكات استثمارية ثنائية ناجحة، وكذلك التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال ودعم الشركات الناشئة، إلى جانب قطاعات الطيران المدني والأمن الغذائي، والفرص التي يوفرها معرض إكسبو دبي الذي سينطلق العام المقبل.
كما ناقش الوزراء أبرز مستجدات الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن المنهجية والآليات المتبعة لدى البلدين في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19 على الأنشطة الاقتصادية والتجارية في كل منهما، مؤكدين أهمية تنسيق الجهود ثنائياً وعلى المستوى الدولي لبناء استجابة فعالة تضمن تحقيق نتائج إيجابية ومستدامة.
وقال عبد الله بن طوق المري: “شراكة دولة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية هي شراكة استراتيجية شاملة تقوم على مبادئ ثابتة من الأخوة والتلاحم. ونحن ماضون في العمل يداً بيد مع أشقائنا في المملكة للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، وسنركز على دعم وتيسير التجارة البينية، وزيادة فرص الاستثمار المتبادل، وسنحرص على تحقيق مكاسب وميزات تنافسية للاقتصادين الإماراتي والسعودي وخلق فرص جديدة في مجال التصدير أمام شركات البلدين، وسنعمل على تشكيل فرق عمل مشتركة بين الجانبين لمتابعة كافة محاور التعاون والشراكة”.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية يعد الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، بقيمة إجمالية بلغت 113.2 مليار درهم (نحو 31 مليار دولار) في عام 2019، بنمو نسبته 5% مقارنة بعام 2018، وتعد المملكة ثالث أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات على مستوى العالم، والشريك الأول عربياً.
كما تعتبر المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى للصادرات غير النفطية لدولة الإمارات على مستوى العالم، والوجهة الأولى عالمياً أيضاً لإعادة التصدير من دولة الإمارات، وثامن أكبر مصدِّر لدولة الإمارات عالمياً. بالمقابل، شكلت دولة الإمارات ثالث أكبر سوق للصادرات السعودية عالمياً، واحتلت المرتبة الثانية عالمياً بين الدول المصدِّرة للمملكة عام 2019.
ويتجاوز رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات حاجز الـ 16 مليار درهم، فيما تأتي دولة الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة بقيمة إجمالية تزيد على 34 مليار درهم تعكس نشاط ما يقارب 122 مشروعاً استثمارياً لما يزيد على 65 شركة ومجموعة استثمارية بارزة في دولة الإمارات تنفذ مشاريع كبرى في السعودية.
ووصل عدد رحلات الطيران الأسبوعية المباشرة بين مدن البلدين مع نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020 إلى 539 رحلة طيران أسبوعية مباشرة، منها 369 رحلة تسيّرها الناقلات الوطنية الإماراتية، و170 رحلة للناقلات السعودية.
ومن جانبه، أثنى الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، على الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الأخوية المتينة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، مؤكداً أهمية توسيع مجالات التعاون مع التركيز على قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال باعتباره قاسماً مشتركاً ضمن أولويات خطط التنمية الاقتصادية للبلدين، موضحاً معاليه أهمية مواصلة التقدم الذي حققه الجانبان في هذا المجال، من خلال تطوير مبادرات للربط بين رواد الأعمال في البلدين، وإطلاق برامج لتعزيز الفرص التجارية أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة الإماراتية ونظيرتها السعودية. كما أكد معاليه أهمية التعاون وتبادل الخبرات في مؤشرات قياس الابتكار ودعم الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتكنولوجيا.
وبدوره، قال الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية إن الروابط التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين هي روابط متميزة وتشهد نمواً متواصلاً، مؤكداً أن ذلك يمثل حافزاً نحو مزيد من العمل المشترك للحفاظ على ازدهار العلاقات الاقتصادية وتنمية التعاون في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأضاف معاليه: “الإمارات والسعودية أكبر اقتصادين عربيين، ولديهما رؤية مستقبلية واضحة وطموحة، وسنعمل من خلال جهود التعاون المشتركة على استثمار المقومات التنموية الضخمة للجانبين، وتسهيل حركة التجارة للانتقال بمعدل التبادل التجاري إلى مستويات أعلى، وتعزيز الفرص الاستثمارية أمام شركات البلدين، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة في أنشطة وقطاعات جديدة، فضلاً عن تبادل المعرفة والتعاون في تنمية واستقطاب المهارات في مختلف المجالات ذات الأولوية”.
وأكد محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلّف في المملكة العربية السعودية قوة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الشقيقة، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، والذي يشهد بالفعل معدلات نمو عالية، مدعوماً بالمقومات والقدرات والإمكانيات الاقتصادية والتجارية التي تتمتع بها أسواق البلدين.
وتابع معاليه أن هناك خطوات واسعة يتخذها الجانبان لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي سواء على صعيد المؤسسات الحكومية وأيضا القطاع الخاص والتشجيع على استكشاف فرص الشراكات الجديدة والمشاريع التنموية ذات الأولوية، بما يُترجم قوة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الشقيقين. كما وجه معاليه الشكر إلى دولة الإمارات على المشاركة الفعالة والإيجابية في اجتماعات مجموعة الدول العشرين التي ترأستها المملكة العربية السعودية خلال الدورة الحالية.
ومن جانبه أكد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية، على أهمية مواصلة جهود تبادل الخبرات فيما بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ودعم كافة الجهود الرامية نحو تطوير نموذج متقدم للتعاون الاقتصادي يخلق فرصاً استثمارية وتجارية أمام مجتمعي الأعمال، ويُحقق التطلعات والأهداف التنموية للبلدين الشقيقين.
واتفق القصبي مع مقترح بن طوق بشأن تشكيل فريق عمل مشترك إماراتي – سعودي يختص بالتنسيق في مجالات الاستثمار والابتكار وريادة الاعمال والتجارة الخارجية، وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري ودعم الجهود التنموية للبلدين.