وكالات
تتوقع الأسواق الآن، وعلى نطاق واسع، أن تكون البنوك المركزية في أكبر الاقتصادات في العالم قد وصلت، أو على وشك الوصول، إلى القمة خلال سلسلة التشديد النقدي الحالية.
الفيدرالي الأميركي
أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الشهر الماضي أن المزيد من الارتفاعات مطروحة على الطاولة، وأن البنك المركزي يشعر بقلق عميق بشأن التضخم الذي يشهد تسارعًا جديدًا إذا تحسنت الظروف المالية.
وتشير توقعات البنك لشهر يونيو، والتي من المرجح أن يتم تعديلها ضمن اجتماع هذا الأسبوع المنتظر، أن التضخم قد يقترب من مستهدفه عند 2.1% خلال عام 2025.
تظهر البيانات الشهرية استمرار ضغوط الأسعار، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بأسرع معدل شهري له هذا العام في أغسطس، مدفوعًا بشكل أساسي بأسعار الطاقة، ليبلغ 3.7% على أساس سنوي. وبلغ التضخم الأساسي 0.3% على أساس شهري و4.3% على أساس سنوي، في حين أظهر تضخم أسعار المنتجين أكبر زيادة شهرية منذ يونيو 2022.
لكن الأسواق على يقين من أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير في سبتمبر، وهي منقسمة حول ما إذا كان سيتم رفعها مرة أخرى هذا العام. وفي استطلاع أجرته “رويترز”، واطلعت عليه “العربية.نت” يتوقع 20% من الاقتصاديين رفعا واحدا على الأقل قبل نهاية العام.
لا تزال الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي خلال العام المقبل، على الرغم من أن البعض يجادل بأن هذا قد يكون سابقا لأوانه. وبحسب “رويترز”، توقع 28 اقتصاديًا أن المركزي سيقوم بأول تخفيض في الربع الأول، بينما توقع 33 منهم أن تحصل في الربع الثاني.
البنك المركزي الأوروبي
أشار البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي إلى أن محافظيه يشعرون أن أسعار الفائدة ربما وصلت إلى ذروتها.
وقال صناع السياسات الأسبوع الماضي إن “المركزي” الأوروبي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة وقد يرفعها مرة أخرى إذا لزم الأمر، مما يعتبر معاكس لتوقعات السوق بأن أسعار الفائدة في منطقة اليورو ستبدأ في الانخفاض خلال الربيع المقبل.
رفع المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 4% يوم الخميس الماضي، لكن في ظل الركود الذي يعاني منه اقتصاد منطقة اليورو، أشار إلى أن رفعه العاشر على التوالي من المرجح أن يكون الأخير.
وقالت رئيسة البنك المركزي كريستين لاغارد إن احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل لم يتم ذكره حتى من قبل صناع السياسة خلال اجتماعهم هذا الأسبوع.
وقالت لاغارد إن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة “لفترة كافية” لإعادة التضخم إلى مستهدف البنك البالغ 2%، ولا يوجد جدول زمني مرتبط بهذه العملية حيث سيتم اتخاذ القرارات كل اجتماع على حدة، اعتمادًا على البيانات الواردة.
وتشير توقعات “المركزي” الأوروبي لمنطقة اليورو أن متوسط التضخم قد يبلغ 5.6% هذا العام، مقارنة بتوقعات سابقة بالغة 5.4%. بينما قد تصل الارتفاعات إلى 3.2% العام المقبل مقارنة بتوقعات سابقة بالغة 3%.
لكن التوقعات لعام 2025، وهي واحدة من أكثر التقديرات مراقبة عن كثب لقياس التوقعات على المدى المتوسط، تم تخفيضها من 2.2% إلى 2.1%.
وقال محللون في “دويتشه بنك”، بحسب تقرير لـ”CNBC” الأميركية، إنهم لا يتوقعون أي تخفيضات قبل سبتمبر 2024، مما يعني أن معدلات الاقتراضي ستبقى عند مستوياتها الحالية المرتفعة لمدة 12 شهرًا على الأقل.
بنك إنجلترا
من المتوقع أن يقوم بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة لآخر مرة في سبتمبر، مع وصول التضخم في البلاد إلى 6.8%، مع وجود علامات على استمرار الضغوط الاقتصادية وتجدد الحديث عن “ركود معتدل”.
وقالت لجنة السياسة النقدية في تقريرها لشهر أغسطس إنها تتوقع أن يصل التضخم إلى 5% بحلول نهاية العام، وينخفض إلى النصف بحلول نهاية العام المقبل، ويصل إلى مستهدفه البالغ 2% في أوائل عام 2025.
وقال محللون في بنك “بي إن بي باريبا”، بحسب “CNBC الأميركية، إنهم يتوقعون “ارتفاعًا نهائيًا وتوجها متشائما” في سبتمبر، حيث يجتمع نمو الأجور وضغوط التضخم مع تراجع مؤشرات النشاط.
واستقرت أرقام نمو الأجور في الفترة من مايو إلى يوليو عند 7.8%، لتحافظ على مستواها القياسي المرتفع، ولكن كانت هناك أيضًا علامات على تباطؤ سوق الوظائف، مع ارتفاع البطالة بنسبة 0.5 نقطة مئوية في نفس الفترة.