احترس أمامك قطيع !!

محمود عبد الباسط – باحث إعلامي

ظاهرة الكلاب الضالة او كلاب الشوراع او كلاب بلا مأوي (سميها ماشئت ) باتت ظاهرة واضحة منتشرة بغالبية الأحياء في القاهرة الكبرى، بل وفي كثير من مراكز وقرى محافظات مصر المحروسة. يتكاثرون ويتزايدون لدرجة تشكيل قطعان تملأ الشوارع والمناطق المتطرفة.


وتختلف وجهات النظر ما بين من يرى أنها ظاهرة نافعة تمثل توازنا في النظام البيئي، حيث تصطاد تلك الكلاب الزواحف من ثعابين وعقارب وغيرها خاصة في المدن المتاخمة للمناطق الصحراوية، وبالتالي هي تحمي سكان هذه اللمناطق، وآخرون ينظرون لها من منظور الرفق بالحيوان باعتبارها كائنات حية، بينما يراها فريق ثالث أنها ظاهرة خطيرة تهدد الكبار والصغار، حيث تتحول بعض من هذه الكلاب احيانا لحيوانات مفترسة تعقر ما يقابلها دون تمييز خاصة إذا ما وصلت لمرحلة السعار أو بسبب الجوع الذي يدفعها للهجوم بحثا عن طعام.

وحقيقة فإن الظاهرة تتطلب بالفعل تدخلا من أولي الأمر، سواء كانوا من جهات بيطرية او من المحليات أو من البيئيين لاجل دراسة هذه الظاهرة، أو لعرض نتائج دراسات سابقة حولها، ومن ثم شرح ابعادها وأثرها على المناطق السكنية والمجتمع أمنيا وصحيا وبيئيا.


فمن الناحية الأمنية هى تمثل تهديدا لسلامة ألافراد خاصة من الأطفال، حيث بالفعل تم مؤخرا رصد حالات بمختلف المحافظات لتعرض اطفال وبالغين لهجوم من تلك الكلاب وإحداث إصابات لديهم بعضها كانت بالغة تصل لحد التشوهات ببعض مناطق الجسم.


ومن الناحية الصحية نحتاج لأن نقف على دور كلاب الشوراع الضالة من عدمه في نقل الأمراض أو تحورها.

ومن الناحية البيئية نحتاج لأن نقف على مستقبل هذه الظاهرة وما قد تؤدي اليه إذا ما تنامت أعداد تلك الكلاب الضالة بشكل متزايد وأثرها على التوازن البيئي، وما قد يرتبط بها من ظهور ظواهر أخرى اكثر خطورة على المجتمع.

ولعل البعد الحضاري والسياحي لظاهرة الكلاب الضالة يعد أخطرها نظرا لما يمكن أن تشكله هذه الظاهرة من تجارب قاسية حالة ما تعرضت إحداها لاحد السائحين الذين يفضلون التجول بشوارع أحياء القاهرة فحقا ستكون تجربة سلبية تهدد سلامة السياح.

وأخيرا ينبغي أن يتم تدشين حملات عامة للتوعية بكيفية التعامل مع هذه الظاهرة بوضعها الحالي حتى يتجنب ألافراد مخاطرها والتعايش معها.

آخر الأخبار