السبكي: اختيار «مجمع الإسماعيلية الطبي» كأول مركز تميز للحد من مقاومة مضادات الميكروبات

كشف الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن اختيار مجمع الإسماعيلية الطبي التابع للهيئة بمحافظة الإسماعيلية كأول مركز تميز للحد من مقاومة مضادات الميكروبات للمساعدة في الحد من انتشار مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، وذلك بالتعاون مع شركة فايزر مصر للمستحضرات الدوائية والحيوية.

ولفت إلى أن مجمع الإسماعيلية الطبي يعد أكبر مستشفيات الهيئة بمحافظات التأمين الصحي الشامل في مصر، وإحدى النقاط المضيئة بمبادرة هيئة الرعاية “المراكز المتميزة للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ومكافحة العدوى”.

جاء ذلك خلال المؤتمر الطبي الثاني للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ومكافحة العدوى (AMR)، الذي نظمته الهيئة العامة للرعاية الصحية بالتعاون مع شركة فايزر مصر للمستحضرات الدوائية والحيوية.

وأوضح السبكي أنه سيقوم فريق من الخبراء على رصد وتحديد مسببات مقاومة مضادات الميكروبات داخل مجمع الإسماعيلية الطبي، خاصة في وحدات العناية المركزة، ومن المقرر أن يصدر المجمع تقريرًا عن نتائج البحوث التي تمت داخله لمحاربة مقاومة مضادات الميكروبات، وكذلك خطط التدريب للفرق الطبية لرفع كفاءتهم مما سيسهم في تطوير منظومة الخدمات الصحية ويعود بالنفع على المرضى والعاملين بالقطاع الصحي، كما سيسهم المجمع الطبي في وضع البروتوكولات الاسترشادية لمحاربة مقاومة مضادات الميكروبات بكافة المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لمنظومة التأمين الصحي الشامل بمختلف محافظات الجمهورية.

وأضاف، أنه سيتم نشر نتائج هذه البحوث في مجلات ودوريات علمية إقليمية وعالمية لتناقل الخبرات، فضلًا عن المشاركة في المؤتمرات المختصة باستراتيجية الاستخدام الأمثل والرشيد لمضادات الميكروبات، مما يسهم في تعزيز ريادة هيئة الرعاية بإمكاناتها الخدمية والرعاية الصحية، ووضعها على خارطة البحث العلمي للرعاية الصحية والأنظمة الصحية العالمية.

وأشار السبكي إلى أن تطبيق برنامج الاستخدام الآمن لمضادات الميكروبات يمثل أفقًا جديدًا للرعاية الصحية في مصر، وموضحًا أن مقاومة المضادات من أكبر المخاطر التي تعترض الصحة العالمية والأمن الغذائي بسبب إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان والحيوان، حيث بات علاج عدوى الإلتهابات المتزايدة أقل تأثيرًا بعد تضاؤل فعالية المضادات الحيوية التي تؤدي مقاومتها من الميكروبات إلى تمديد فترة الإقامة في المستشفى، وارتفاع التكاليف الطبية حسب تقديرات البنك الدولي لأكثر من 30%، وزيادة معدل الوفيات حيث تتسبب في وفاة 1,270 مليون شخص سنويًا بشكل مباشر، ووفاة 5 مليو شخص سنويًا بشكل غير مباشر حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، منوهًا بأنه وفقًا لتوقعات المنظمة ستكون مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية السبب الرئيسي للوفاة عام 2050.

وأكد السبكي أن هيئة الرعاية تبنت استراتيجية واضحة واتخذت خطوات عديدة على أسس علمية عززت مسارها الناجح في تقديم الرعاية الصحية المأمونة للمرضى والحد من مقاومة مضادات الميكروبات، وأهمها اتفاقية إعلان الأقصر للحوكمة الإكلينيكية بما يضمن ترشيد استخدام المضادات الحيوية واستخدام  الدواء بشكل آمن وفعال، وتعزيز الترصد والبحث عن طريق وإنشاء وحدة لتقييم استخدام الأدوية والملائمة الدوائية تستهدف تحسين جودة الرعاية وفعالية الدواء والحد من سوء استخدام الدواء، ووحدات أخرى لليقظة الدوائية بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية لوضع استراتيجية للحد من مخاطر الآثار الجانبية والتفاعلات العكسية للدواء.

وذكر أن هذا إضافةً إلى العديد من المبادرات التي تبنتها الهيئة لزيادة الوعي العام بالاستخدام الأمثل للأدوية ومنها مبادرة جرعة وعي لدوا صح، فضلًا مبادرة الممارسة الدوائية المتميزة لحوكمة استخدام الدواء وترشيد استخدام المضادات الحيوية لضمان استمرار أمان وفاعلية الدواء، والتدريب الكامل للفريق الصحي، وتنفيذ الممارسات القائمة على الأدلة لمنع العدوى ومكافحتها، وتعزيز نظم المراقبة والرصد للكشف المبكر عن المقاومة والعدوى، وتعزيز التعاون الدولي لتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال، لتعزيز الرعاية المأمونة داخل منشآتها الصحية.

وأضاف، أنه تم العمل على عدة محاور تتضمن التحكم في العدوى ومنعها من خلال الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات عن طريق تطبيق برنامج الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية من خلال إدارة الشئون الصيدلية وإدارة الدواء، وشملت تطوير معامل الميكروبيولوجي للتعرف على الميكروبات ومعالجتها معالجة دقيقة، ونشر الأدلة العلمية الخاصة بالاستخدام الأمثل وتدريب الكوادر الطبية عليها، لاكتمال محاور تنفيذ استراتيجية الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية من جميع الأطراف المعنية في الفريق الصحي من أطباء مكافحة العدوى والرعاية الحرجة والصيادلة وفنيو المعامل الميكروبيولوجي والممرضات والصيادلة، انطلاقا من نهج هيئة الرعاية في ترسيخ مبدأ الإهتمام بتطوير الكوادر الطبية وخلق بيئة حاضنة للخبراء والمختصين لتقديم أفضل الخدمات الصحية وتحقيق نهضة صحية مميزة.

وأشار السبكي، إلى أنه يوجد نظام للترصد الكامل داخل 11 مستشفى من مستشفيات هيئة الرعاية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والعمل ببرنامج النقاط المضيئة للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في أكثر من 10 مستشفيات بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية، وذلك فضلًا عن أنه في إطار التزام مصر أمام العالم باتفاقية مسقط الناتجة عن المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول مقاومة مضادات الميكروبات قدمت المنشآت الصحية التابعة للهيئة تقاريرها من مراقبة مضادات الميكروبات خلال النصف الأول من هذا العام، وبنسبة أكبر من المتفق عليها، حيث تم الإتفاق على نسبة 60% وتعدت هذه النسبة في منشآتنا لنسبة تصل إلى 70% مما يدل على إنجاز واجتياز المستهدف.

ونوه، إلى جهود منظمة الصحة العالمية مع هيئة الرعاية في وضع الخطط التنفيذية لتطبيق برنامج مقاومة مضادات الميكروبات بالمنشآت الصحية، وذلك في إطار التوجه العالمي للتصدي لاستخدام مضادات الميكروبات، وتدريب الكوادر الطبية لإطلاعها على آخر المستجدات العالمية في هذا المجال، مشيرًا إلى تدريب من قبل فريق WHO لفريق مكافحة العدوى والأطباء والصيادلة وأطباء معامل الميكروبيولوجي، وذلك لاستخدام منظمة الصحة العالمية في تسجيل نتائج معامل الميكروبيولوجي لعمل أنتيبيوجرام وهو عبارة عن تجميعة لكل معامل الميكروبيولوجي وينتج عنها استخدام أمثل وبيان لنسب النجاح في العلاج والاستخدام الأمثل المضادات الحيوية وماهية الأدوية المضادة للميكروبات والتي يمكن مقاومتها، ومنها توثيق النتائج وتجميعها آخر العام لتحديد كيفية شراء المضادات الحيوية وكيفية وضع الخطط العلاجية حسب كل منشآة صحية والأقسام داخلها مما يؤكد نجاح وفعالية استخدام المضادات الحيوية او مضادات الميكروبات في هذه المنشآة والقسم، وبذلك نكون قد استخدمنا جميع انواع استراتيجيات الاستخدام الأمثل للمضادات الميكروبية حسب المعايير العالمية.

وتابع: أن الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات مسئولية مشتركة للأفراد والأسر والعاملين الصحيين والقطاع الحكومي والخاص، وأن المؤتمر الطبي الثاني لهيئة الرعاية للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية ومكافحة العدوى منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف والأبحاث المتطورة والحلول العملية، مؤكدًا أهمية تضافر كل الجهود من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقليل مقاومة المضادات الحيوية، وتعزيز جوانب الابتكار، وزيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العملية، والاضطلاع بأنشطة البحث والتطوير فيما يتعلق باستحداث أدوية ولقاحات ووسائل تشخيص مضادة للميكروبات ومكافحة العدوى، لحماية الصحة والأمن الصحي والاستقرار الصحي والتنموي، وتحقيق حياة آمنة وكريمة.

وأشار السبكي، إلى أن إطلاق هذا المؤتمر الهام يأتي في إطار التزام هيئة الرعاية الصحية بتعزيز مستوى الرعاية الصحية وتطوير المعرفة والممارسات الحديثة في مجال استخدام مضادات الميكروبات ومكافحة العدوى، حيث يجمع المؤتمر مجموعة متنوعة من الخبراء والمهتمين في المجال الطبي لتقديم المحاضرات والمشاركة في النقاشات المثمرة لتبادل المعرفة والتجارب وتعزيز التعاون بين الأطباء والصيادلة والممرضين والباحثين والمختصين في هذا المجال، مؤكدًا أنه فرصة كبيرة للتواصل فيما بينهم للتعرف على أحدث الابتكارات والأبحاث في هذا المجال المهم.

وتابع: نتطلع إلى مشاركة معرفتنا وتجاربنا مع الجميع من خلال هذه الفعالية الرائدة في مجال مضادات الميكروبات ومكافحة العدوى، ونشكر جميع الداعمين والشركاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الحدث الهام، لتحقيق تقدم كبير في تحقيق هدفنا المشترك في تعزيز سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى السعي للاعتماد الدولي لمستشفى النصر التخصصي التابعة للهيئة ببورسعيد كأول مركز متميز ضمن البرنامج العالمي للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ومكافحة العدوى.

وثمَّن الدكتور أحمد السبكي، التعاون المستمر والمثمر مع شركة فايزر مصر، مؤكدًا شريك نجاح، ومشيدًا بالمشاركة والمسئولية المجتمعية للشركة واستمرارية تعاونها لدعم نجاحات الهيئة العامة للرعاية الصحية لتوفير أفضل الخدمات والرعاية الصحية المتميزة لمنتفعي التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل الارتقاء بالمنظومة الصحية وتشجيع مناخ الاستثمار في القطاع الصحي بمصر، والتعاون مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والحكومات والمجتمعات بهدف دعم وتعزيز الوصول إلى رعاية صحية موثوقة وآمنة وفقًا لأحدث معايير الجودة والإبتكارات العالمية.

آخر الأخبار