العاملين بقطاع الديلفري في رحلة البحث عن الحماية الاجتماعية

مباحثات لإنشاء كيان موحد لتنظيم القطاع وتوفير سبل الحماية للعاملين

والشركات تساهم بتوفير المبادرات التوعوية وحزمة من الحوافز حفاظاً على سلامة «الطيارين»

ياسر جمعه و د.شيماء البدوي 

أصبحت مهنة توصيل الطلبات للمنازل « الديلفري» ضمن المهن الأكثر خطورة والتى تحتاج إلى بعض المعايير الحاكمة لتقنين أوضاع العاملين فيها من خلال إدراجهم تحت مظلة الحماية الإجتماعي خاصة في ظل إنتشاراً فيروس كورونا .

وتقدم بعض الشركات العاملة في المجال حزمة من الحوافز للحفاظ على سلامة سائقي التوصيل «الطيارين»، ولازالت الجهود مستمرة لتوفير الحماية الإجتماعية للعاملين بالقطاع .

وإقترح عدد من الخبراء والمسؤلين بشركات التوصيل بالسوق المحلي أهمية إنشاء كيان موحد كـ «جمعية أهلية أو تعاونية أو نقابة بإسم العاملين بقطاع الديلفري » الحل الذي يساهم في توفير سبل الحماية لسائقي التوصيل، ويوجد مفاوضات حالية بين إحدى الشركات و بعض الجهات الحكومية المختصة بشأن هذا الأمر. .

وأجرى موقع «الاقتصادي نيوز» مقابلات مع عدد من سائقي التوصيل «الطيارين» لرصد أبرز التحديات والمعوقات التي يواجهونها خلال عملهم، وقال البعض إن العمل بلا عقود وغياب الغطاء التأميني والفصل التعسفي أبرز المخاوف التي يواجهها الطيارين مؤكدين « نعيش علي كف عفريت ».

وأوضح بعضهم أن أغلب العاملين في هذا القطاع لجأوا لتلك المهنة بعد المعاناه من عدم إيجاد فرص عمل بديلة كمصدر رزق لهم وأن العمل كسائقين توصيل ” طيارين” ليس لها أي مستقبل او مزايا يمكن ذكرها .

تابعوا، ولكن على الرغم من ذلك وجدنا بالمهنة المنقذ من البطالة رغم كل متاعبها، مطالبين الجهات المختصة النظر لتلك الفئة ” سائقي التوصيل” بإعتبارها تندرج تحت مظلة العاملة الغير منتظمة وتوفير سبل الأمان والحماية الإجتماعية لهم.

من جانبه قال عاطف الشبراوي مستشار وزارة التضامن الإجتماعي للتمكين الاقتصادي، إن مهنة سائقي التوصيل «الطيارين» ساهمت في توفير العديد من فرص العمل وتقليل نسب البطالة في السوق المحلي خاصة للفئات الأكثر إحتياجاً.

تابع، ولكن على الرغم من ذلك يوجد العديد من التحديات التي تواجه العاملين في القطاع، أبرزها عدم وجود عقود ثابته، ولا يوجد تأمينات على الحياه لتعويضهم حال وجود إصابات أثناء العمل الأمر الذي يمثل مخاطر عديده على الأسر الأكثر إحتياجاً خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

وأوضح أن العاملين بهذا القطاع يتم تصنيفهم ضمن العمالة الغير منتظمة، منوهاً للجهود المبذولة من الدولة نحو العمالة الغير منتظمة ، مؤكداً أن قطاع سائقي التوصيل «الطيارين» بوجه خاص يحتاج لتوفير برامج حماية تتضمن التأمين الصحي والإجتماعي و برامج تمكين اقتصادي لتحسين الأجور وتوفير حياة كريمة لهم.

ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة قدر حجم العمالة غير المنتظمة بنحو 11.8 مليون، وأكبر تركز لهم في قطاعات الزراعة، المقاولات والنقل والتي من ضمنها العاملين في قطاع سائقي التوصيل «الطيارين»، وقد تم تشكيل لجنة تضم وزارة التضامن الاجتماعي والتخطيط والمالية والصحة والتأمينات والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومنظمة العمل الدولية، لتحديد معايير العمالة غير المنتظمة.

ولفت الشبراوي إلي أهمية تكاتف جميع الجهود جهود القطاع الحكومي والخاص معاً لتوفير وسائل أمان وحماية إجتماعية للعاملين بقطاع الديلفري ،للوصول إلي معايير حاكمة ومحدد لهذا القطاع .

واقترح الشبراوي بأن يكون للعاملين في هذا القطاع كيان رسمي، وذلك لضم أكبر عدد ممكن من للعاملين في هذا قطاع يمكن من خلاله المطالبة بحقوقهم من القطاع الخاص ومخاطبة الجهات الحكومية لتوفير وسائل الأمان والحماية الإجتماعية .

من جهته قال كريم جمال مدير شركة مرسول مصر، إن شركات التوصيل تساهم في بعض المهام المجتمعية والتى من ضمنها توفير سبل مناسبة لكسب الرزق ، ولكن يوجد دور كبير على العملاء تجاه سائقي التوصيل «الطيارين» منها تقدير جهود المندوبين والصعوبات التي يواجهونها في الطرق، كما للمجتمع دور في تصحيح نظرته لسائقي التوصيل «الطيارين».

وأوضح أنه يوجد مفاوضات مع إحدى الجهات الحكومية لتنفيذ مبادرة تساهم في توفير مزايا وحوافز إجتماعية وصحية للعاملين في هذا القطاع ومساعدتهم على القيام بمهامهم بشكل أفضل رافضاً ذكر أى تفاصيل لحين إتمام التعاقد.

وأوضح أن الشركة تساهم بتنظيم ورش توعوية لسائقي التوصيل «الطيارين» لنشر ثقافة التوصيل الأمن حفاظاً على سلامتهم ، وإرشادهم بعدم توصيل ونقل الأشياء المخالفة ، فضلاً عن الحث بشكل مستمر لتقليل السرعة تجنباً الحوادث .

تابع : ” إن الشركة تتطلع إلى تأسيس نقابة أو جمعية يمكن من خلالها توفير كافة وسائل الحماية الإجتماعي والتي من ضمنها توفير كافة سبل الحماية للعاملين في هذا القطاع بشكل عام وليس التابعين لشركة مرسول فقط .

ولفت إلي أن عدد العاملين في قطاع الديلفري كبيرلا يقل عن مليون شخص، و الشركة لديها مايتجاوز الـ 150 ألف أى مايقرب من 15% من عدد العاملين بالقطاع في السوق المحلي .

وأوضح أن مرسول لا تتدخل في عدد الساعات التي يشغلها «طيار مرسول » ، فيما يتعلق بدخل سائقي التوصيل «الطيارين» تترك الشركة الحرية لهم في تحديد عدد الساعات التي يرغبون العمل بها في اليوم وهو ما يساهم في تحقيق دخل أكبر كلما زاد عدد رحلات التوصيل .

 

آخر الأخبار