تشهد أسعار أونصة الذهب العالمي تذبذب خلال تداولات اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع حيث تستقر أسعار الذهب فوق منطقة دعم قوية، ليظهر الذهب حيادي في تداولاته مع انتظار الأسواق لبيانات هامة هذا الأسبوع قد تحدد الخطوة القادمة لحركة سعر الذهب.
يتداول سعر أونصة الذهب وقت كاتبة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2164 دولار للأونصة بالقرب من سعر افتتاح جلسة اليوم، وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2178 دولار للأونصة مع بداية الجلسة، و يأتي هذا بعد يومين من التراجع شهدها الذهب عقب تسجيل أعلى مستوى تاريخي يوم الخميس الماضي عند 2222 دولار للأونصة.
يتداول الذهب فوق منطقة دعم هامة عند 2150 – 2145 دولار للأونصة منذ الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، الأمر الذي يثبت أقدامه بالرغم من التراجعات التي شهدها بعد تسجيله مستويات تاريخية حيث لا تزال الأسواق المالية تتطلع إلى تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي ويبدو أن شهر يونيو هو الوقت الأكثر احتمالاً حيث من المتوقع أن يبدأ البنك خفض الفائدة في هذا الشهر.
وقد ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم الخميس بعد أن أشار صناع السياسة النقدية في البنك الفيدرالي إلى أنهم ما زالوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية بحلول نهاية عام 2024 على الرغم من قراءات التضخم المرتفعة الأخيرة.
انخفض الذهب بشكل ملحوظ من مستوياته القياسية الأخيرة قبل نهاية الأسبوع الماضي، إذ أدت إشارات حذرة من البنوك المركزية الأخرى إلى تحول المستثمرين بشكل كبير إلى الدولار باعتباره العملة الوحيدة ذات العائد المرتفع والمنخفضة المخاطر.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% ليسجل أعلى مستوياته منذ 3 أسابيع، وذلك بعد أن قام البنك المركزي السويسري بخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية بشكل مفاجئ يوم الخميس الماضي، بالإضافة إلى إشارة البنك المركزي البريطاني بالإشارة إلى توجه الاقتصاد بشكل صحيح نحو خفض الفائدة، مما أدى إلى عمليات بيع موسعة على العملات الأخرى لتصب في صالح الدولار في النهاية.
الآن الذهب يتحرك بشكل حيادي بدعم من توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، وفي نفس الوقت يجد تأثير سلبي من ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي، ولكن استقرار الذهب فوق منطقة الدعم السابق الإشارة إليها تمنعه من الهبوط والدخول في تصحيح سلبي على المدى القصير.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور عدد من البيانات الهامة عن الاقتصاد الأمريكي على رأسها تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
قد تساهم هذه البيانات في توضيح الخطوة القادمة لحركة أسعار الذهب العالمي خاصة مع صدور تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي وعلى رأسهم رئيس الفيدرالي جيروم باول، لتكون الحافز المناسب للخروج من التحركات العرضية التي بدأها هذا الأسبوع.
الجدير بالذكر أنه ستغلق العديد من الأسواق المالية يوم الجمعة بمناسبة عطلة الجمعة العظيمة وهو يوم صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، لذلك من المتوقع رؤية رد الفعل الكامل للخبر بداية الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 19 مارس، تراجع في عقود شراء الذهب بمقدار 4330 عقد مقارنة مع التقرير السابق، كما تراجعت عقود بيع الذهب بمقدار 4330 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
وخفضت الصناديق المدارة وكبار المضاربين عمليات شراء عقود الذهب الآجلة مقارنة مع التقرير السابق بأسرع وتيرة منذ فبراير. أيضاً ارتفع الطلب على عقود بيع الذهب بشكل طفيف، وهو ما يجب أن يكون بمثابة تحذير للمضاربين على ارتفاع الذهب بعد تسجيله مستوى قياسي.
بالرغم من ذلك عاد الطلب على الذهب مرة أخرى بسبب تدفقات الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط. ومع عدم قيام المضاربين على ما يبدو باتخاذ رهانات جديدة على الذهب، فمن المحتمل أن نشهد تخبط في تحركات الذهب خلال الفترة القادمة.
أسعار الذهب في مصر
تشهد أسعار الذهب المحلي حالة من الاستقرار منذ بداية تداولات الأسبوع، وذلك بعد التذبذب الذي شهدته خلال الأسبوع الماضي بسبب حركة سعر أونصة الذهب العالمي وتسجيله لمستويات قياسية جديدة.
افتتح الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 3030 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 3035 جنيه للجرام، وذلك بعد أن ارتفع خلال جلسة الأمس بمقدار 15 جنيه ليغلق عند المستوى 3030 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3015 جنيه للجرام.
استقرار سعر الذهب المحلي منذ بداية الأسبوع فوق المستوى 3000 جنيه للجرام يأتي بهد تذبذب كبير خلال الأسبوع الماضي وارتفاعه لتسجيل أعلى مستوى عند 3150 جنيه للجرام قبل أن يعود إلى التراجع من هذا المستوى.
التذبذب السابق في سعر الذهب المحلي جاء بسبب التغيرات في سعر أونصة الذهب العالمي وتسجيلها لمستوى تاريخي جديد قبل أن تبدأ في التراجع من هذا المستوى، وهو ما تبعه سعر الذهب المحلي في حركته.
الفترة الحالية تشهد استمرار التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية ليتداول اليوم عند متوسط سعر 47.40 جنيه لكل دولار، وهو الأمر الذي يخلق هدوء في تحركات الذهب ويحد من قدرته على الارتفاع.
الجدير بالذكر أن الذهب يتم تسعيره حالياً بسعر صرف تحوطي للدولار أعلى من سعر الصرف الرسمي، ولكن التغيرات في حركة سعر تظل معتدلة بدون حركات عنيفة مما يدل على تراجع المضاربة على السعر في الأسواق.
من جهة أخرى تستقر الأسواق المحلية في ظل تزايد التمويلات الدولارية لمصر خلال الفترة الأخيرة مما يخلق استقرار في سعر الصرف وبالتالي في أسعار السلع بشكل عام ومنها الذهب.
أيضاً صرح رئيس مصلحة الجمارك المصرية عن افراج مصر عن بضائع بأكثر من 14.5 مليار دولار منذ يناير الماضي وحتى نهاية الأسبوع الماضي، وكانت الأولوية للسلع الأساسية.
وفي سياق منفصل قامت مؤسسة فيتش سوليوشنز للأبحاث بتخفيض توقعات النمو للناتج المحلي الإجمالي في مصر خلال العام المالي الحالي 2023 – 2024 ليصبح عند 4.2% من توقعاتها السابق 4.4%، بسبب تداعيات عدوان الكيان الصهيوني على غزة وما لهذا من تأثير سلبي على الاستثمارات.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد سعر أونصة الذهب تذبذب خلال تداولات اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع وذلك في ظل توقعات الأسواق بقيام الفيدرالي بخفض الفائدة في يونيو وفي نفس الوقت تماسك مستويات الدولار مما يدفع السعر إلى تحركات عرضية في انتظار عدد من البيانات الهامة هذا الأسبوع لتمثل حافز جديد لحركة الذهب القادمة.
عاد سعر الذهب المحلي إلى الاستقرار مجدداً مع بداية تداولات هذا الأسبوع وذلك بعد التذبذب الذي شهده خلال الأسبوع الماضي بسبب التغيرات في سعر الذهب العالمي. استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية يساعد على هدوء حركة الذهب المحلي بشكل كبير حتى وإن كان تسعير الذهب يستخدم سعر تحوطي للدولار أعلى من السعر الرسمي.
افتتح سعر أونصة الذهب العالمي تداولات الأسبوع لتشهد استقرار السعر فوق منطقة الدعم الرئيسي 2150 – 2145 دولار للأونصة الأمر الذي يبقي فرص الصعود متاحة أمام الذهب، ولكن يميل السعر إلى التحركات العرضية الأمر الذي قد يبقي عند هذه المنطقة في انتظار حافز مناسب في الأسواق.
يظل الذهب بحاجة إلى تصحيح سلبي صحي حتى يستطيع تجميع زخم صعود كافي، ولكن تمسك قوى الشراء بالذهب وانخفاض عمليات البيع لجني الأرباح تحد من انخفاض السعر، الأمر الذي قد يدفع السعر إلى بعض التحركات العرضية بهدف التصحيح، بينما توجد مستهدفات التصحيح عند 2120 و 2100 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استقر سعر الذهب المحلي فوق المستوى 3000 جنيه للجرام عيار 21 منذ بداية الأسبوع، وذلك بعد تذبذب كبير خلال الأسبوع الماضي دفعه لتسجيل أعلى مستوى عند 3150 جنيه للجرام، ولكنه تراجع بشكل سريع من هذه المستويات.
الجدير بالذكر ان استمرار التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بالإضافة إلى تراجع الطلب المحلي حالياً يساهم بشكل كبير في الحد من فرص ارتفاع سعر الذهب وزيد من فرص التذبذب.