رغم حرب غزة.. النفط لا يحتسب علاوة مخاطر ويدخل في سوق هابطة

وكالات

يعد الانخفاض في أسعار النفط بمثابة أخبار جيدة للمستهلكين والحرب على التضخم. إلا أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول لملاحظة التداعيات.

ورغم ارتفاع النفط في الجلسات الأخيرة وخلالة تعاملات اليوم الاثنين، إلا أن هذه المكاسب، التي تأتي وسط تكهنات بأنه من الممكن اقتراح تخفيض الإنتاج في اجتماع “أوبك+” المقبل لوقف انخفاض الأسعار، لا يمكن أن تخفي دخول النفط في سوق هابطة، حيث انخفض بنسبة 20% منذ أواخر سبتمبر، وفقا لتقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية، واطلعت عليه “العربية business”.

ومن أبرز أسباب الانخفاضات، ما شهدته مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة من زيادات أعلى من المتوقع، إضافة إلى تباطؤ الطلب من الصين.

وحتى الحرب بين إسرائيل وحماس لم تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، حيث قال نائب رئيس “ستاندرد آند بورز غلوبال” دانييل يرجين لـ”CNBC” الأميركية إن سعر النفط أقل بمقدار 9 دولارات عما كان عليه عندما بدأت الحرب بين إسرائيل حماس. “لا توجد علاوة مخاطر جيوسياسية في سعر النفط على الإطلاق”.

وهذا الانخفاض في أسعار النفط ليس خبرا جيدا بالنسبة للمستثمرين في مجال النفط. سجل سهم “شيفرون” أسوأ أداء في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” ليضل إلى أدنى مستوى له خلال 52 أسبوعًا خلال جلسة الخميس، ولكنه في المقابل خبر رائع لأولئك الذين يتطلعون إلى تعزيز رواية “التضخم آخذ في الانخفاض”.

تدخل أسعار النفط والبنزين في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشرات التضخم الأخرى بعدة طرق. وتمثل أسعار البنزين نحو 4% من المؤشر العام.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم أسعار النفط المرتفعة في التضخم بشكل مباشر عن طريق زيادة تكلفة المدخلات، مثل تغليف المواد الغذائية.

وفي شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي في مارس/آذار 2022، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إنه كقاعدة عامة، فإن كل زيادة قدرها 10 دولارات للبرميل في سعر النفط الخام تزيد التضخم بنسبة 0.2% وتعوق النمو الاقتصادي بنسبة 0.1%.

وقد يبدو من المعقول أن نفترض أن العكس هو الصحيح: إذ أن انخفاض أسعار النفط من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض التضخم.

ويقول محلل الطاقة أندي ليبو: “على الرغم من أنه من المعقول افتراض أن انخفاض أسعار النفط سوف يؤدي إلى انخفاض التضخم، فإن انخفاض الأسعار قد لا يؤدي إلى انخفاض التضخم بنفس القدر أو بالسرعة التي يؤدي بها ارتفاع الأسعار إلى زيادة التضخم”.

أضاف: “عندما ترتفع أسعار النفط، يسارع الموردون إلى رفع أسعار البنزين ووقود الديزل وبالتالي تأثر المستهلكين”. “عندما تنخفض أسعار النفط، لا نرى أسعار البنزين والديزل تنخفض بنفس السرعة، وبالتأكيد ليس على مستوى قطاع التجزئة”.

وقال إن هذا التأخر يحدث لدى جميع مستخدمي الطاقة. “كما أن مستخدمي الطاقة الصناعيين يتأثرون بسرعة كبيرة بارتفاع أسعار النفط في تكلفة السلع التي يصنعونها والخدمات التي يقدمونها. تفرض شركات السكك الحديدية والنقل بالشاحنات رسوما إضافية على الوقود بسرعة كبيرة، تقاس بالأيام والأسابيع وليس بالأشهر.

وبينما تستطيع شركات السكك الحديدية وشركات النقل الكبيرة خفض رسوم الوقود الإضافية بسرعة، “ففي بعض الحالات، تستمر التكاليف المرتفعة لعمليات التسليم المحلية”.

“من الناحية النظرية، ينبغي أن تنخفض الأسعار. في الواقع، يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يحدث.”

آخر الأخبار