كيف تتفادى وكالة «ناسا» الخسائر مع فشل رحلاتها إلى القمر؟

وكالات

عندما تعرضت أول مركبة هبوط على سطح القمر أميركية الصنع منذ أكثر من 50 عاماً لفشل فادح بعد وقت قصير من وصولها إلى الفضاء، كانت الأخبار في البداية بمثابة صدمة، لكن “ناسا” كانت مستعدة.

بالكاد الأسبوع الماضي تم إطلاق مركبة الهبوط “Peregrine”، التي بنتها شركة ناشئة مقرها بيتسبرغ تسمى أستروبوتيك “Astrobotic”، إلى المدار قبل أن تتعرض لخطأ واضح في صواريخ الدفع، مما تسبب في تسرب الوقود. وبعد يوم من الإطلاق، قالت الشركة إنه لا توجد فرصة لوصول المركبة الفضائية إلى القمر.

وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، كانت تتوقع مثل هذه الحوادث المؤسفة أثناء تنفيذ استراتيجيتها الخاصة للعودة إلى القمر، حيث قررت أن تستلهم أفكارها لمشروعها الجديد من “SpaceX” التابعة لـ”إيلون ماسك”.

تم إنشاء مركبة الهبوط “Peregrine” بالشراكة مع برنامج CLPS التابع لناسا، والذي يرمز إلى خدمات الحمولة القمرية التجارية. تتمثل فكرة البرنامج في المساعدة في تعزيز تطوير مركبات الهبوط على القمر التي يمكن تصنيعها عبر شركات خاصة، والتي يمكنها حمل حمولات ناسا، مع قبول أن بعض الشركاء في المشروع يمكن أن يكونوا أسرع من غيرهم في الوصول إلى النجاح.

من جانبه، قال المدير السابق لـ “ناسا”، والذي أشرف على إنشاء “CLPS”، جيم بريدنستين، قبل إطلاق أستروبوتيك: “على عكس برامج ناسا الأخرى، إذا كان هناك فشل في هذا البرنامج، فهذا لا يمثل خسارة كاملة. “تم تصميم البرنامج مالياً على غرار شركات رأس المال الاستثماري”.

لقد تبنت ناسا بشكل متزايد هذا النوع من الأًطر منذ مطلع القرن. الفكرة هي: تمويل تطوير أجهزة الشركة جزئياً، ثم شراء الرحلات أو الخدمات عند اكتمال المعدات.

وهذا يتناقض مع الطريقة التي اعتادت ناسا القيام بها. لسنوات، إذا أرادت وكالة الفضاء صنع شيء ما، فإنها عادة ما تمول وتشرف على تطوير المركبة بالكامل. كان هذا المسار عادةً بطيئاً ومكلفاً.

وكجزء من برنامج CLPS، منحت ناسا لشركة “Astrobotic” بعض رأس المال المبدئي وشاركت الخبرة مع الشركة، على الرغم من أنها سمحت للشركة في الغالب ببناء “Peregrine” وفقاً لما تراه الشركة نفسها. ولتسريع الأمور، اختارت وكالة ناسا أيضاً العديد من الشركات لتصنيع مركبات الهبوط، مما خلق سباقاً على من ستصبح أول شركة أميركية خاصة تهبط على سطح القمر.

وقال بريدنستين: “هؤلاء المطورون، عليهم أن يذهبوا لجمع رأس المال الخاص. إنهم بحاجة إلى الحصول على عملاء أخرين وليس فقط ناسا وعليهم التنافس ضد بعضهم البعض على التكلفة والابتكار”.

عرفت وكالة ناسا أن بعض الشركات لن تتمكن حتى من الوصول إلى المدى الذي وصلت إليه شركة أستروبوتيك.

وقال بريدنشتاين: “الفكرة ليست الكمال”. “الفكرة هي: ما مدى السرعة التي يمكننا أن نسير بها؟ وهو الدرس الذي تعلمناه من SpaceX”.

تطلق شركة “سبيس إكس” صواريخ اختبارية جديدة مع تقبل فكرة أنها قد تنفجر أو تفشل في منتصف الرحلة، لذلك يكتسب المهندسون خبرة الطيران بسرعة. وهذا أحد الأسباب التي تجعل شركة “SpaceX” قادرة على التطور بسرعة أكبر من وكالة ناسا وغيرها من الشركات التي تكون أكثر تردداً حال “الفشل علناً”.

الانفجارات ومواطن الخلل لا تزال لها عواقب

خصصت ناسا 108 ملايين دولار من أموال دافعي الضرائب لتطوير مهمة أستروبوتيك، وهو أكثر من العقد الأولي البالغ 79.5 مليون دولار عندما تم اختيار الشركة لأول مرة لبرنامج “CLPS”. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الوكالة 5 حمولات قمرية على “بيريجرين” والتي دُمرت مع فشل مركبة الهبوط.

وبشكل منفصل، ناسا لا تتسامح مع مثل هذا الفشل في المهمات المأهولة. لا يمكن أن يكون الأمر أكثر قبولاً إلا للحوادث المؤسفة أثناء اختبارات التطوير أو عندما لا تكون هناك حياة بشرية على المحك.

وقال بريدنشتاين: “لقد صممنا هذا البرنامج ونحن نعلم أنه سيكون هناك فشل”.

كان هناك القليل من الأخبار الجيدة يوم الخميس أيضاً. وعلى الرغم من عدم وصولها إلى القمر، أعلنت أستروبوتيك أنها تلقت بيانات من 9 حمولات كانت تحملها على متن مركبة الهبوط، مما يثبت أنها يمكن أن تعمل في الفضاء.

ومن المقرر أن يطلق “CLPS” مركبة هبوط ثانية، ولكن عبر شركة “Intuitive Machines” ومقرها هيوستن، إلى سطح القمر على صاروخ “SpaceX Falcon 9” في وقت مبكر من منتصف فبراير. لذلك لا تزال هناك فرصة للشركات المرتبطة بالبرنامج لإكمال مهامها بنجاح.

 

 

آخر الأخبار